القاهرة ــ الأخبار
رايس إلى رام الله اليوم للقاء عبّاس... وتزور بيت لحم «لأسباب شخصيّة»

بدا أمس أن الفجوة لا تزال قائمة بين مواقف القاهرة وواشنطن في ما يخصّ المؤتمر الدولي للسلام. فجوة لم تقلّصها المحادثات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط إضافةً إلى اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، إذ جدّدت القاهرة التشكيك في جدوى المؤتمر وطالبت بتأجيله، وهو ما أقرّت به الوزيرة الأميركية بالإشارة إلى أن الاجتماع الدولي قد يعقد في تشرين الثاني أو كانون الأول.
وشدد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي مع رايس، على ضرورة وضع تاريخ مستهدف «لإنهاء المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية وإنشاء دولة فلسطينية في الوثيقة التي يفترض أن يقرها المؤتمر». وقال إنه لا يطالب بـ«إطار زمني صارم بل بتاريخ مستهدف لإنهاء المفاوضات»، مشيراً إلى أن هذا يمكن أن يمثّل «عنصر ضغط» على الطرفين للتوصل إلى تسوية.
ورأى أبو الغيط أن اتفاقات أوسلو كانت تقضي بقيام الدولة الفلسطينية عام 1999 و«خريطة الطريق» دعت إلى إنشائها في 2005، ولم يتحقق ذلك، مضيفاً إنه «لا ينبغي أن تتكرّر هذه التجربة». وجدّد المطالبة بتأجيل المؤتمر «بدلاً من عقده من دون إحراز تقدم واضح بين إسرائيل والفلسطينيين».
وقال أبو الغيط «إننا تشجعنا بما تحدثت به» الوزيرة الأميركية. وأضاف «وعدنا أن نساعدها ونساعد الأطراف على الوصول الى هذا الهدف وهو إطلاق المفاوضات التي تؤدي الى دولة فلسطينية»، مشيراً إلى أن المحادثات التي جرت مع رايس «ساعدتنا على تفهّم الهدف الأميركي وألقت الكثير من الأضواء على الجهد الأميركي الحالي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي». وتابع «قالت وزيرة الخارجية إنها مصمّمة، ورئيس الولايات المتحدة قال إنه مصمّم على تحقيق اختراق، وعلينا أن نصدّقهما لا أن نشكّك في ما يقولانه».
بدورها، قالت رايس إن المؤتمر سيعقد في تشرين الثاني أو كانون الأول المقبلين. ورداً على سؤال عن دعوة أبو الغيط الى تأجيل المؤتمر الدولي، أشارت إلى أنه «لم يتمّ تحديد تاريخ بعد (لعقد) المؤتمر كي نؤجله». وتابعت إن المؤتمر سيعقد في الخريف «ولا يزال هناك شهران فقط في هذا الخريف هما تشرين الثاني وكانون الأول، لذلك فإننا نعمل بكل سرعة» من أجل عقده في هذه الفترة. وأضافت «سنكون قريباً في وضع يسمح لنا بتحديد تاريخ التئام» المؤتمر.
ورداً على سؤال عن قرار إسرائيل مصادرة أراضٍ قرب القدس، قالت رايس «إن الوقت قد حان بشدة لكي تحترم كل الأطراف التزاماتها بموجب خريطة الطريق»، مشيرةً الى ضرورة التزام إسرائيل وقف الاستيطان والتزام الفلسطينيين اتخاذ الإجراءات الأمنية التي تكفل وقف العنف ضد اسرائيل.
وأكدت رايس أنها ناقشت مع الوزير المصري مسألة تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية إلى قطاع غزة. وعلّق أبو الغيط أن الحكومة المصرية «تبذل قصارى جهدها لوقف التهريب، لكن مسألة قلّة عدد القوات على الحدود لا تسمح لمصر بالسيطرة التامة على المنطقة الحدودية».
وقالت رايس إنها ناقشت في إطار «الصداقة والاحترام» مسألة المعارض السياسي أيمن نور، ومسألة أحكام الحبس التي صدرت أخيراً بحق صحافيين مصريين، معربةً عن «قلقها» من هذه الأحكام. وردّ أبو الغيط أن هذه الأحكام صدرت عن القضاء المصري «وليس هناك تداخل في مصر بين القضاء والسياسة».
ومن المقرر أن تعود رايس إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث تلتقي اليوم مجدّداً الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، في بيان له، إن هذا اللقاء «هو الثاني في غضون هذا الأسبوع، وذلك من أجل التوصل إلى وثيقة تحدد ركائز وأسس قضايا الوضع النهائي». وأوضح أن الجانب الفلسطيني «لم يتلقَّ الدعوة بعد لحضور المؤتمر الدولي ولم يبلغ بموعده المحدد»، مشيراً إلى أن لقاءات فلسطينية ـــــ أميركية ـــــ إسرائيلية مكثفة تجري في الوقت الحالي لبحث هذا الأمر.
كما تزور الوزيرة الأميركية مدينة بيت لحم هذا الأسبوع، حيث ستُجري محادثات مع أفراد من المجتمع المدني الفلسطيني، ولا سيّما أكاديميين ومهنيين وأعضاء جماعات مدنية. وستعقد اجتماعات مماثلة مع شخصيات إسرائيلية ودينية.
وقالت رايس إنها تتطلع إلى الزيارة، وهي الأولى إلى مكان ميلاد المسيح، «لأسباب بعضها شخصي». وأضافت «إنني شخصياً متديّنة للغاية، ولذلك فإن الاسم في حدّ ذاته مثير للذكريات على نحو يصعب وصفه».