غزة ــ رائد لافي
تناقض جديد برز أمس بين قادة حركة «حماس»، يتعلق هذه المرة بالحوار مع إسرائيل. حوار أعرب القيادي في الحركة غازي حمد عن تأييده له «إذا صب في خدمة المصلحة الوطنية»، قبل أن تسارع «حماس» إلى تأكيد موقفها الرافض له.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، غازي حمد، للصحافيين أمس، إن «مبدأ الدخول في مفاوضات مع الاسرائيليين ليس مرفوضاً لدى حركة حماس»، مضيفاً «إذا تأكدنا من أنها (المفاوضات) تصب في المصلحة السياسية الفلسطينية فلا مانع من ذلك». غير أنه رفض الخوض في تفاصيل أخرى حول طابع المفاوضات بين حركة «حماس» والاحتلال الإسرائيلي، وما إذا كانت تخصّ قضايا الوضع النهائي أو قصرها على تسهيل الأمور الحياتية اليومية للفلسطينيين.
لكن حمد نفى بشدة أن تكون قد حصلت أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين «حماس» وإسرائيل، مشيراً إلى أن حركته لم تتلقَّ أي إشارة من الإسرائيليين في هذا الخصوص.
وشدد حمد على أن «التفاوض لا يعني الاعتراف بشرعية المحتل»، رافضاً الربط بين حديثه عن المفاوضات ومؤتمر الخريف المرتقب. وقال إن موقفه «نابع من القناعة بالمزاوجة بين المقاومة والعمل السياسي لاسترداد الحقوق، عبر المزج بين المسارين بتوازن وتكامل».
لكن يبدو أن تصريحات حمد لم ترق لحركة «حماس»، التي ردّت في بيان لها بالتشديد على موقفها الرافض «لأشكال التفاوض كلها مع الاحتلال الإسرائيلي». وأكد البيان أن تصريحات حمد «لا تلزم الحركة»، موضحا أن «غازي حمد لا يمثل إلا نفسه، وتصريحاته ومواقفه تعبر عن وجهة نظره الشخصية وقناعاته الفردية، وأن مواقف الحركة دائماً تُستقى من بياناتها الرسمية المعلنة للجميع».
كذلك، قال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم إن الحركة «حددت موقفها بشكل واضح من المفاوضات السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يتم أي تفاوض سياسي مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن الاحتلال عدو لأبناء شعبنا يقتل ويدمر ويجتاح». وأضاف «لا نريد التفاوض مع إسرائيل».
وفي السياق، قال القيادي في «الجهاد الإسلامي»، خضر حبيب، إن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن الدولة الفلسطينية ليست إلا «ذراً للرماد في العيون». وأضاف إن حركته «لا تنخدع بتصريحات رايس»، مشدداً على «أننا لا نثق بأن الضمير الأميركي قد أفاق فجأة ليعلن موقفاً واضحاً بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة».
كذلك، رأت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة» أن جولة رايس في المنطقة «تندرج في إطار الخطوات التجميلية الإنقاذية لسياسة الرئيس الأميركي جورج بوش في المنطقة، بعدما وصلت إلى الحضيض وغرقت في المستنقع العراقي».