القاهرة ــ الأخبار
دخل الوضع السياسي في الصومال منعطفاً خطيراً مع تصاعد الأزمة بين الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه علي محمد جيدي على نحو يهدّد عملية السلام الهشة في البلاد. واستمرت المساومات السياسية بين معسكري الطرفين حتى اللحظة الأخيرة قبل الجلسة التي سيعقدها البرلمان في مدينة بيداوة الجنوبية للتصويت بالثقة على رئيس الوزراء.
وقال وزير في حكومة جيدي، لـ«الأخبار»، إنه أجرى اتصالات سرية مع مسؤولين في السفارة الأميركية في العاصمة الكينية نيروبي، يطلب خلالها توفير ملاذ آمن لرئيس الحكومة في حال فشله في الفوز بثقة البرلمان.
وكشف الوزير، الذي طلب عدم تعريفه لحساسية منصبه، أن جيدي بعث أول من أمس وفداً يمثله للقاء الرئيس الانتقالي لكي يعرض عليه صفقة سياسية يتعهّد فيها عبد الله يوسف بعدم ملاحقة جيدي بأية تهم تتعلق بذمته المالية أو الطريقة التي أدار بها ميزانية الحكومة، في مقابل تقديم استقالته.
وأشار الوزير إلى أن الرئيس يوسف طلب الحصول على توقيع جيدي على وثيقة رسمية في هذا الخصوص قبل إبداء رأيه النهائي.
وفي علامة على استمرار الخلافات بينهما، تغيّب جيدي أول من أمس عن الاحتفال الذي أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة في مدينة بيداوة بمناسبة مرور 3 سنوات على تولي يوسف السلطة في الرابع عشر من تشرين الأول عام 2004.
ويحتاج جيدي إلى الحصول على 135 صوتاً من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغ عددها 275، علماً بأنه نجا حتى الآن من محاولتين لنزع الثقة عن حكومته.
ويوجد حالياً في بيداوة نحو 235 برلمانياً، معظمهم يصرّ على تنحية جيدي وإطاحته من منصبه بسبب استيائهم من عدم تجاوبه مع شكاوى قدموها ضد تصرفات مارستها القوات الإثيوبية ضدهم.
ويرى مقربون من جيدي أن فرص بقائه رئيساً للحكومة الانتقالية لمدة ثلاث سنوات تالية أو خروجه متساوية، فيما قال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الصومالية، لـ«الأخبار»، إن «الرئيس يوسف قد رفع يده بالفعل عن جيدي وإن التصويت بطرح الثقة فيه يستهدف احترام الدستور المؤقت للبلاد وإظهار أن الخلافات المكتومة منذ مدة بين الطرفين ليست شخصية، وإنما سياسية محضة».
وعلمت «الأخبار» أنه إذا فشل جيدي في الحصول على ثقة البرلمان فإن الرئيس الانتقالي لديه قائمة مرشحين يتصدرهم وزير الداخلية الحالي محمد محمود جوليد، الذي خلف محمد حسين عيديد بعدما تمّت إقالته من الحكومة وتعليق عضويته في البرلمان بسبب انشقاقه على السلطة الانتقالية وإجرائه اتصالات مع جماعات المعارضة المناوئة لها قبل أن ينضم لاحقاً إلى «تحالف قوى المعارضة» الذي تم تشكيله الشهر الماضي في العاصمة الأريترية أسمرة.