strong>أبو الغيط إلى الخرطوم وجوبا اليوم للتوسّط
رهن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس بحث مطالب «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بعودة زعيمها ونائبه الأوّل سلفا كير ميارديت، المعتكف سياسياً في جوبا، إلى الخرطوم، في وقت أعلن فيه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنه سيتوجه مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان إلى السودان اليوم لإنهاء الأزمة بين الشمال والجنوب.
والتقى البشير في القصر الرئاسي في الخرطوم وفداً من الحركة الشعبية برئاسة النائب الأول لرئيس الحركة نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار، لتسليمه رسالة من ميارديت تتضمّن مطالبها لتنفيذ بنود عالقة في اتفاقية السلام.
وقال وزير رئاسة الجمهورية الفريق بكري صالح إن البشير أبلغ وفد الحركة أنه اطّلع على رسالة ميارديت وأحالها للدراسة، وسيبحثها معه حين عودته إلى الخرطوم. وقالت مصادر مطلعة، رفضت الكشف عن اسمها، إن «الاجتماع لم يشهد أي حوار حول المطالب التي تضمنتها مذكرة ميارديت، وأدّت إلى تعليق الحركة مشاركتها جزئياً في حكومة الوحدة الوطنية». وأضافت أن اللقاء لم يستغرق سوى عشرين دقيقة بعدما عقد متأخراً عن وقته أربعين دقيقة بسبب تأخّر وصول وفد الحركة وعدم استقبالهم من البشير مباشرة.
وشدّدت المصادر على أن القضية الرئيسية التي تطالب الحركة الشعبية الرئيس البشير بتحقيقها لإنهاء تعليق مشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية، تتمثّل في إقرار التعديلات التي تقترحها على ممثليها في الحكومة، بينما لا تمانع تأجيل بحث القضايا العالقة الأخرى في اتفاقية السلام. وأوضحت أن مذكرة الحركة الشعبية للرئيس السوداني، التي تتضمّن أسماء مرشحيها لشغل الوزارات المخصصة لها، جرى تعديلها مجدداً، فجاءت مختلفة عن آخر لائحة للمرشحين التي رفعتها للبشير في وقت سابق.
وقبل الاجتماع، وصف نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان الأزمة بين الشمال والجنوب بأنها «أخطر وأكبر أزمة في البلاد في الوقت الحالي». وأضاف «لم نضطر وحدنا إلى الانتظار مدة يومين، بل البلد بأسره كان ينتظر. وكان يمكن استغلال هذا الوقت لحل القضايا».
ويدور الخلاف بين الرئيس البشير والحركة الشعبية حول حقيبة الخارجية، التي يتولاها منذ عامين القائد في الحركة لام أكول. وفيما يبدي البشير ارتياحه لأداء وزير خارجيته، فإن خصوم أكول داخل الحركة يتهمونه بإدارة خارجيته وفقاً لسياسة المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني. أما أكول فيدافع عن نفسه قائلاً إنه «مسؤول عن إدارة السياسة الخارجية لحكومة الوحدة الوطنية التي يجري الاتفاق عليها في مجلس الوزراء، وإن الرئيس السوداني بحكم الدستور هو المسؤول عن السياسة الخارجية».
وتمّ استبعاد القائد في الحركة منصور خالد عن لائحة المرشحين لخلافة أكول، وجرى استبداله بوزير شؤون مجلس الوزراء دينق الور.
إلى ذلك، أعلن أبو الغيط أنه سيتوجه مع سليمان اليوم إلى السودان لإجراء محادثات مع المسؤولين الشماليين في الخرطوم والجنوبيين في جوبا سعياً لإنهاء الأزمة.
كذلك أعربت الجامعة العربية عن قلقها الشديد بسبب توتر العلاقة بين شريكي اتفاق السلام في السودان، ودعت إلى العودة للحوار لحلّ الخلافات العالقة ومواصلة تنفيذ المواد الباقية من اتفاق السلام.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب، أ ب)