تعود رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو إلى باكستان غداً، بعد 8 سنوات من النفي الطوعي، تجنّباً للاعتقال بتهم الفساد. عودة يتوقّع أن تلقى ترحيباً «مليونياً» من قبل مناصريها، حافلاً بالمخاطر الأمنية، ولا سيما بعد التهديدات التي تلقتها من المتمرّدين الموالين لـ«طالبان».وشدّدت بوتو، في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» أمس، على أن عودتها ستتم في 18 تشرين الأول الجاري كما كان مقرّراً، معربةً عن «استعداد النّاس لملاقاتها».
وقالت إنّ حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعّمه «أجرى اتصالات مع السلطات الباكستانية ليطلب منها اتّخاذ تدابير أمنية كاملة». وكشفت عن أنّها طلبت من الحكومة تزويد موكبها بعد الوصول بأجهزة تشويش، لكونها رئيسة وزراء سابقة ومخوّلة الحصول على الأمن لعدم تمكين الانتحاريين والعبوات الناسفة المزروعة على جانبي الطريق من مهاجمتها. ووصفت نفسها، كما تكرّر دوماً، بأنّها «الوحيدة القادرة على إعادة بلادها إلى الوسط».
من جهته، توقّع حزب بوتو أن يكون في انتظار زعيمته أكثر من مليون مناصر، ورفض التوقّعات التي تشير إلى إمكان إلغاء رحلتها المقرّرة أن تهبط غداً في مطار كاراتشي.
وقال رئيس الحزب في مقاطعة السند، قائم علي شاه، إنّ «العالم سيرى مليون مخلص لبوتو على الطرقات وسيأتون على أرجلهم وبالسيارات والحافلات والقطار» من كل باكستان إلى كاراتشي.
وإذا صحّت توقّعات حزب «الشعب»، فهذا العدد لن يكون فريداً، فقد سبق أن رحّب ببوتو نحو مليون شخص عند عودتها إلى البلاد عام 1986 خلال حكم الدكتاتور العسكري ضياء الحق.
في المقابل، أعلن الزعيم القبلي فائز اللّه خان، الذي يتولّى رئاسة المجلس القبلي ويقوم بوساطة بين قوّات الأمن الباكستانية والمتمرّدين في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان، أنّه تمّ التوصّل أوّل من أمس إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين الجانبين في المعارك التي أوقعت نحو 250 قتيلاً قبل أسبوع في شمال وزيرستان القبلية الشمالية الغربية. وقال خان إنّه «تمّت إزالة 4 نقاط مراقبة للجيش من المنطقة».
الاّ أنّ المتحدّث باسم الجيش وحيد أرشاد نفى هذا الأمر، وأوضح أنّ «المفاوضات مستمرّة وسيتخذ قرار نهائي اليوم (أمس)».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)