دخلت الأزمة النووية الإيرانية مرحلة جديدة، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس إلى طهران، حيث تقدّم، أثناء لقائه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي، بـ«اقتراح محدد» للخروج من أزمة البرنامج النووي.وأوضح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أن «بوتين تقدّم، أثناء المقابلة مع المرشد الأعلى، باقتراح مُحدد»، مكتفياً بالإشارة إلى أن «من القضايا المثارة في هذا الاقتراح المسائل النووية التي نحن بصدد بحثها حالياً».
وردّ خامنئي على بوتين بأن إيران ستأخذ بالاعتبار «حديثكم ومقترحكم»، حسبما أعلن رسمياً عن محضر اللقاء.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن خامنئي قوله لبوتين إن إيران جادة بالنسبة لبرنامجها المتعلق بتخصيب اليورانيوم، لكنها ستتعاون مع المفتشين الدوليين التابعين للأمم المتحدة وتتجنب المغامرة.
وفي السياق، أعلن لاريجاني أنه سيلتقي المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في 23 تشرين الأول في روما لبحث الأزمة النووية.
أما نائب لاريجاني للشؤون الدولية، جواد وعيدي، فقال من جهته إنه سيجري «نهاية تشرين الأول» مباحثات جديدة مع نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أولي هاينونن، لبحث مسألة أجهزة الطرد «بي 1» و «بي 2» التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره الروسي قد أكدا، في بيان مشترك نُشر أمس بعد مغادرة بوتين طهران، «ضرورة تسوية الوضع المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني في أسرع وقت ممكن وبالطرق السياسية والدبلوماسية». وأضاف البيان أن «الجانبين مصرّان على إنجاز وتشغيل محطة بوشهر وفق البرنامج الزمني المقرر».
أما نجاد، فقد قال بعد توديع ضيفه الروسي إن «المباحثات التي أجراها مع بوتين في جميع المجالات كانت إيجابية وبنّاء‌ة ومفيدة وهادفة»، مضيفاً أنه «سيعلن عن النتائج بصورة شاملة خلال فرصة مناسبة».
وهدّد وزير الدفاع الإيراني، العميد مصطفى نجار، بأن إيران «تستخدم كل الخيارات اللازمة من أجل الدفاع عن نفسها في مواجهه ضغوط وتهديدات الاستكبار العالمي بزعامة أميركا»، حسبما نقلت عنه وكالة «ارنا».
وتطرق نجار إلى التصريحات الأخيرة لنظيره الأميركي روبرت غيتس، الذي اعتبر فيها بأن كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع إيران في شأن ملفها النووي. وشدد نجار على أنه «يجب على المحافظين الجدد دعاة الحرب أن يعلموا بأن ردّ إيران على إجراء‌اتهم سيكون أوسع نطاقاً مما يتصورونه ويتوقعونه».
أما قائد الوحدة المدفعية والصاروخية في القوات البرية لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية، محمود جهار باغي، فقال من جهته إن «قوات الحرس الثوري باتت اليوم مزودة بالقذائف الذكية»، مشيراً إلى أنها دخلت مرحلة توجيه النيران بواسطة الأنظمة الإلكترونية، بحسب وكالة «فارس».
إلى ذلك، عبّر وزير الخارجية الأميركي السابق، كولن باول، عن أمله في إيجاد حل دبلوماسي للنزاع حول الملف النووي الإيراني. وقال، أثناء زيارته للعاصمة الكورية الجنوبية سيول، «أعتقد أننا نستطيع معالجته دبلوماسياً»، مضيفاً أن «طهران تبدو مصممة على السير نحو برنامج نووي وربما أسلحة ذرية».
(ا ف ب، يو بي آي، ا ب، د ب أ، رويترز، ارنا، مهر)