رام الله ــ أحمد شاكر
شدّدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ «الأخبار» أمس على أن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع شكا للرئيس محمود عباس من المماطلة الإسرائيلية ومحاولة ابتزاز المفاوض الفلسطيني.
وقالت المصادر، المقربة من مؤسسة الرئاسة، إن «عباس نقل شكوى قريع إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الاثنين الماضي، وإنها طلبت لقاءً مع قريع حيث أقنعته بضرورة الاستمرار في المفاوضات».
وأوضحت المصادر، التي اشترطت ألا يذكر اسمها، أن «قريع بدا خلال لقائه مع رايس غير مبالٍ وغير متفائل بما ستؤول إليه المفاوضات، ورأى أنها مفاوضات عبثية لأنها لا تُدعم بالضغوط الأميركية على إسرائيل».
وأشارت المصادر إلى أن «رايس وعدت قريع بالضغط على إسرائيل من أجل تقديم تنازلات للجانب الفلسطيني، وأنها (الولايات المتحدة) ستقف إلى جانب الفلسطينيين لإقامة دولتهم وتنفيذ وعد الرئيس الأميركي جورج بوش لهم».
وقالت المصادر إن «قريع غير متفائل بالمطلق أمام التعنّت الإسرائيلي وعدم الرغبة في التقدم بعملية السلام نحو حلم الدولة الفلسطينية». وأوضحت أن «أبو العلاء أبلغ رايس وعباس أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق يرضي الفلسطينيين ومعهم العرب والمساندون للقضية الفلسطينية من دون تقديم تنازلات جوهرية يشعر بها الفلسطينيون».
وبحسب المصادر نفسها، فإن هناك عوائق أخرى تواجه قريع، وفي مقدمتها الانقسام الداخلي وعدم موافقة «حماس» على الاتفاقات مع إسرائيل، وبرأيه فإن ذلك قد ينسف ما سيتم الاتفاق بشأنه بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وهو يطالب بعودة الحوار مع «حماس» لضمان نجاح العملية السلمية المرجوّة.
ونفت المصادر المطلعة «أي نية لقريع بالاستقالة أو ترك الملف التفاوضي المكلف به من أبو مازن، رغم بعض الانتقادات التي وجّهت إليه وإلى الرئيس عباس، باعتبار قريع مجرّباً وفشل سابقاً ولن ينجح في هذه الجولة التي توصف بالصعبة والحاسمة».
وتقول مصادر فلسطينية إن «الأصوات الفلسطينية الرافضة لتشكيلة الوفد الفلسطيني المفاوض مع إسرائيل بدأت بالتعالي بدعوى أنها جزء من ضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني لكونهم من المجربين في مفاوضات سابقة».
وشكّكت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي في مقدرة الوفد الفلسطيني المفاوض، «فالأخ أبو العلاء (قريع) مجرّب في أوسلو واتفاق باريس الاقتصادي، أمّا الأخ ياسر عبد ربه فتمت تجربته في اتفاق جنيف»، وذلك في إشارة إلى اتفاق جنيف الذي وقّعه عبد ربه مع وزير العدل الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين.
وأشارت عشراوي إلى أن صائب عريقات هو القاسم المشترك ما بين اتفاقات أوسلو وباريس وجنيف.