strong>الأسعار ارتفعت 70 % منذ سيطرت «حماس» على غزّةالفوضى التي عادت لتطل برأسها في قطع غزة، تثير مخاوف في الضفة الغربية، ولا سيما مع استمرار تبادل التهم بين «حماس» و«فتح» بالإعداد لمخططات في هذه المنطقة، وهو ما ساهم في رفع أسعار السلاح، الذي بدأ الأهالي يتسابقون لاقتنائه.
فقبل عامين، كان من الممكن شراء بندقية آلية «ام 16» في مقابل 5400 دولار أو أكثر في الضفة الغربية. والآن مطلوب من المشترين في سوق الأسلحة السرية في الخليل دفع أكثر من الضعف في مقابل هذه القطعة من السلاح. ويقول التجار في سوق السلاح في الخليل إن مبيعات الأسلحة قفزت إلى ما يصل إلى 70 في المئة منذ سيطرة «حماس» على غزة، بينما أدى تزايد الطلب وحدوث أزمات في الإمداد نتيجة تشديد الرقابة الأمنية إلى ارتفاع الأسعار.
وفي مدينة جنين، يبلغ سعر الرصاصة الواحدة لبندقية كلاشنيكوف 35 شيكلاً إسرائيلياً أو أكثر من ثمانية دولارات، بينما تباع في غزة بستة شواكل. ويقول تجار الأسلحة ومصادر أمنية فلسطينية رفيعة المستوى إن النشطاء من «حماس» و«فتح» والعائلات ذات النفوذ التي عادة ما يجري استدعاؤها للتعامل مع الجريمة أو النزاعات على الأراضي في الضفة الغربية هم من يحدّدون مصير السوق.
غير أن السكان العاديين في الضفة يريدون أيضاً التحوّط. ويقول أبو عبدو، البالغ من العمر 28 عاماً والذي باع سيارته هذا الشهر لشراء بندقية لحماية زوجته وابنيه، «أنا لا أشعر بالأمان... الجميع يشتري السلاح».
ويساور القلق بعض السكان من احتمال انتقال الصراع بين «فتح» و«حماس» إلى الضفة. وفي حين أن تكرار ما حدث في غزة من قتال في الشوارع في الضفة مستبعد بصورة كبيرة نظراً للوجود العسكري الإسرائيلي هناك والمعارضة القوية لـ «حماس»، فإن قوات الأمن التي تقودها «فتح» تتخذ الخطوات اللازمة لتجنب قيام أي صراع.
ويقول بعض المعلقين إن إخفاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إحراز تقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية في المؤتمر الدولي للسلام المرتقب خلال الشهرين المقبلين، من الممكن أن يزيد من قوة «حماس» وأن يذكي التوترات في الضفة.
وقال المحلّل الفلسطيني هاني المصري «إذا فشل المؤتمر الدولي، فإن حماس ستحاول فرض نفسها كبديل بادّعائها أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أضعف من أن يستطيع بناء أي دولة فلسطينية».
ومنذ سيطرة «حماس» على غزة، بدأت القوى الغربية في ضخ الأموال للضفة الغربية في محاولة لتعزيز موقف عباس. كما أنها تدرب قوات الشرطة والقوات الأمنية الموالية للإدارة المدعومة من «فتح». لكن رغم هذه الحملة، يشكّك الكثير من الفلسطينيين في امتلاك عباس للثقل اللازم لتحقيق السلام.
وقال مصدر أمني فلسطيني «نحن نواجه وضعاً خطيراً. الناس لا يثقون بالشرطة ويشترون السلاح للدفاع عن أنفسهم».
ويعدّ سلام شبانة، وهو صاحب مطعم في الخليل، خير مثال على ذلك؛ فهو يريد شراء أسلحة لحماية ممتلكاته، لكنه يقول إن «هرع النشطاء والعائلات الكبيرة لشراء الأسلحة النارية يسبّب ارتفاع الأسعار لدرجة تُعجزه عن شرائها»، مشيراً إلى أن «المال الذي أحاول أن أوفره غير كاف لشراء السلاح المطلوب».
(رويترز)