strong> غول: لا استقرار بلا حلّ للمسار السوري
شدّد الرئيس السوري بشّار الأسد، بعد محادثات مع نظيره التركي عبد الله غول في أنقرة أمس، على أنّ لبلاده «دوراً أساسياً» في الشرق الأوسط، وهى معنية مباشرة بقضاياه المحورية، مبيّناً أنّه تمّ النقاش في القضايا ذات الاهتمام المشترك، ما يعبّر عن «الزخم القوي» الذى طبع التعاون والتواصل بين البلدين فى السنوات الأخيرة.
وقال الأسد إنّه عبّر وغول عن «الأمل بحلّ الأزمة الحاصلة في لبنان عبر الوفاق الوطني بين اللبنانيين أنفسهم وعن الدعم الكامل لهذا الوفاق»، كما تباحثا في «الوضع فى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وجرى التشديد على وحدة الصف لصون حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بهدف الوصول إلى السلام العادل والشامل»، مشيراً إلى أنّهما تطرّقا «إلى سبل استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط لتحقيق السلام العادل والشامل والدور الذى يمكن أن تؤديه تركيا في هذا المجال».
ولفت الأسد، الذي بدأ زيارته أوّل من أمس وينهيها غداً، إلى أنّه وغول يؤكّدان دعم وحدة العراق أرضاً وشعباً بشكل حاسم وتشجيع المصالحة الوطنية بين جميع أطياف شعبه، «الذي يعود إليه وحده تقرير مستقبله»، كما تطرّقا إلى التطوّرات الأخيرة بالنسبة إلى «الأعمال الإرهابية» التي يقوم بها حزب «العمّال الكردستاني».
وفي هذا السياق، شارك الرئيس السوري أنقرة موقفها المتشدّد من «المتمرّدين» الأكراد الذين يعملون من شمال العراق، وقال إنّ «دمشق تؤيّد من دون شكّ القرارات التي اتّخذتها الحكومة التركية وتقبل بها كحق مشروع لتركيا»، في إشارة إلى احتمال أن تشنّ القوّات التركيّة هجوماً موسّعاً داخل الأراضي العراقية للقضاء على عناصر «العمّال» الموجودين في المناطق الجبليّة الوعرة عند الحدود.
وأشار الأسد إلى أنّ «العمّال» يُصنّف كـ «منظمة إرهابية» في سوريا. وقال «نحن ندين أي عمل تقوم به هذه المنظمة ضدّ المدنيّين الأتراك الأبرياء وضدّ الجنود الأتراك». وأوضح أن التعاطي مع هذه المسألة «يحتاج إلى تحديد الجهات المعنية بهذه العمليات الإرهابية ومن يحتضن هذه المنظمة» و«هذا هو السؤال الأهمّ».
وشدّد الأسد على أنّ القوّات الأميركية في العراق هي «مصدر الأنشطة الإرهابية الأساسية» في بلاد الرافدين.
وتجدر الإشارة إلى أنّه رغم خيبة الأمل التركيّة من السياسة الأميركيّة في العراق، وإمكان أن تؤدّي إلى إنشاء دولة كرديّة مستقلّة في الشمال قد تمتدّ تداعياتها نحو المنطقة، إلّا أنّ أنقرة لا تزال مرتبطة بشكل قوي بالهياكل الأمنية الغربية، وبينها «حلف شمال الأطلسي»، وتأمل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وبيّن الأسد أنّه تمّ الاتّفاق على أن تقوم دمشق بعمل سياسي لنقل الرسائل التركية المحقّة بشأن العمليات الإرهابية. وقال «ندعو في مثل هذه الحالة وسندعو بشكل مباشر الحكومة العراقية للقيام بجهود من أجل ضبط الحدود».
وتوسّع الرئيسان، بحسب تصريحات الرئيس السوري، في بحث العلاقات الثنائية، ولا سيما «على صعيد مضاعفة حجم التبادل التجارى والاستثمارات» وفي مجال الطاقة، ويأملان أن يرفد ذلك مسيرة العلاقات «لكلّ ما فيه خير ومصلحة بلدينا ومنطقتنا».
وعلى هامش المحاثات، وقّع وزيرا الخارجية التركي والسوري، علي باباجان ووليد المعلّم، اتفاقاً لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني وأيضاً في مجال الطاقة.
ومن جهته، لفت غول إلى أنّ العلاقات بين تركيا وسوريا اكتسبت «دفعا قوياً» من خلال الزيارة الأولى التي قام بها الأسد إلى تركيا عام 2004، وأعرب عن إيمانه في أن تسهم هذه الزيارة في تطوير العلاقات نحو الأفضل. وقال إنّ الزيارة تأتي «في مرحلة حرجة جداً بالنسبة إلى الشرق الأوسط»، موضحاً أنّه تمّ التطرّق إلى التطوّرات في لبنان والعراق والصراع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني.
وأضاف غول إنّ «وجهات نظرنا متفقة على ضرورة إيجاد سلام عادل وشامل ومنصف في الشرق الأوسط»، وإنّنا «توصّلنا إلى قناعة مشتركة بأنّ علاقاتنا يمكن أن تسهم فى إيجاد حلول للمشاكل التي تعانيها منطقتنا» من خلال بذل جهود مشتركة فى هذا الإطار.
ورداً على سؤال عن نظرته إلى المؤتمر الدولي للسلام، الذي ترعاه الولايات المتّحدة الشهر المقبل أو الذي يليه، أكّد غول أنّه «من دون إيجاد حل على المسارين السوري والفلسطيني لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة»، ولفت إلى أنّه يجب الأخذ «بمبادرة السلام العربية في المؤتمر لأنّها شاملة وتحتوي على كل مسارات السلام». وأوضح الرئيس التركي أنّ «إيجاد الحلّ فى المنطقة لا يخدم مصلحة الأطراف المعنية فحسب بل كل دول المنطقة». وشدّد على أنّه «يجب على الجميع القيام بمسؤوليّاتهم»، مؤكّداً أنّ موضوع الجولان هو «أحد المسارات المهمّة في عملية السلام وقد قمنا بدورنا كأتراك بالتأكيد» على هذه المسألة.
(سانا، رويترز)