واشنطن ــ محمد سعيد
دخل أبرز الساعين إلى الفوز بترشيح «الحزب الجمهوري» لانتخابات الرئاسة الأميركية سوق المزايدات الانتخابية، للحصول على الصوت والمال اليهوديين المؤثّرين، وتعهّدوا الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية تلحق الضّرر مستقبلاً بإسرائيل، واللجوء إلى القوّة العسكرية، إذا لزم الأمر، لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية قد تكون تهديداً لمستقبل الدولة العبريّة.
ورغم محاولات المرشحين، رودولف جولياني، وعضوي مجلس الشيوخ سام براونباك وجون ماكين، والحاكم السابق لولاية ماساتشوسيتس ميت رومني، والسناتور السابق فريد تومبسون، النأي بأنفسهم عن سياسات الرئيس الجمهوري جورج بوش، إلّا أنّهم اتفقوا معه على موضوع واحد: «حماية وضمان أمن إسرائيل».
وخلال مؤتمر لـ«التحالف الجمهوري اليهودي»، أبلغ جولياني، وهو العمدة السابق لنيويورك، أنّه «المرشّح الأفضل لانتخابات الرئاسة، وأنّه قادر، إذا نجح، على استعادة سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنوّاب. كما شنّ حملة على المرشحة الديموقراطية لانتخابات الرئاسة، هيلاري كلينتون، متهماً إياها بـ«السعي إلى إجراء محادثات غير مشروطة مع إيران». وقال: «لا يمكن أن تتفاوض مع شخص يهدّد بتدميرك وتدمير أسرتك. هذه هي المغالطة الكبرى في الرغبة الديموقراطية القوية الآن للتفاوض». وأضاف أنّه «من الضروري أن نؤكّد أنّ الخيار العسكري ليس مستبعداً إذا لزم الأمر».
وفي معرض تأكيد مواقفه الحاسمة لمصلحة إسرائيل، أعاد جولياني إلى الأذهان، قراره عام 1995، الذي منع بموجبه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من دخول «مركز لينكولن» في نيويورك. وقال: «عندما أخرجت عرفات، فإنني لم أستعن بطاقم من المحامين».
وفي ما يتعلّق بالموقف من القضية الفلسطينية، قال جولياني إنّ الوقت غير مناسب لبحث إقامة دولة فلسطينية. وأضاف أنّه ينبغي على الفلسطينيين الاعتراف أوّلاً بإسرائيل وتفكيك «المجموعات الإرهابية»، موضحاً أنّه «إذا ما قاموا بهذين الأمرين عملياً فإنّنا بالطبع سنتفاوض».
ومن جهته، أعاد براونباك التذكير بموقفه المؤيّد بشدّة لإسرائيل، وخصوصاً دعمه لأن تكون القدس «عاصمة» إسرائيل. وأكّد رفضه لخريطة الطريق ورؤية بوش لحلّ الدولتين. وقال إنّه يفضل خطة اليمين الإسرائيلي التي تقوم على ضمّ الضفّة الغربية وإعطاء الأردن المسؤولية عن الفلسطينيّين.
ماكّين، الذي يتخلف عن المجموعة التي تتصدر السباق الجمهوري، ركّز على موضوع احتلال العراق، وزعم أنّ خطة بوش الحالية بإضافة مزيد من الجنود في العراق «تحقّق نجاحاً». كما تناول الملف النووي الإيراني، وقال: «لست قلقاً من امتلاك إيران سلاحاً نووياً تضعه على صاروخ، لكنّي قلق من أن تمتلك أسلحة نووية وتعطيها لمنظمات إرهابية». وأعرب عن عدم ثقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ما يتعلّق بالموقف من إيران، وخصوصاً في مسألة فرض عقوبات عليها.
أمّا رومني، الذي يتقدم في استطلاعات الرأي في ولايتي أيوا ونيوهامبشير، فقد أعرب عن شكوكه بنجاح الاجتماع الدولي للسلام الذي ترعاه الولايات المتحدة، بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وتناول الموضوع الإيراني قائلاً إنّه يتمنّى إدانة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، لـ«تحريضه على الإبادة الجماعية»، مشيراً إلى أنّه سيمنع، إذا تولّى الرئاسة، الجمهوريّة الإسلاميّة من تهديد وجود إسرائيل، وسوف لن يلجأ إلى القوّات الأرضيّة في مهاجمتها، بل إلى «الحصار والقصف الجوي والغارات العسكرية».
وأخيراً شدّد تومبسون، في خطابه، على «التهديد الإيراني».