ردّت طهران أمس على تهديد الرئيس الأميركي جورج بوش بحرب عالمية ثالثة إذا امتلكت السلاح النووي، معتبرة أنه «تهديد للأمن العالمي»، فيما طالب الرئيس محمود أحمدي نجاد قادة الدول الاوروبية بـ«التحرّك باستقلالية»، نافياً أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قدَّم اقتراحاً بشأن الملف النووي، أعلن عنه كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي لاريجاني أول من أمس.وأوضح نجاد أن رسالة بوتين «خلال زيارته إلى طهران كانت رسالة الصداقة والتعاون». وقال، في المؤتمر العام للمجلس الأعلى للمحافظات في طهران، «إن بوتين لم يقل أي كلمة»، واصفاً أجواء المحادثات بين إيران وروسيا بأنها كانت «وديّة». وشدّد على أن «إكمال العمل في محطة بوشهر هو على عاتق الروس ونحن نعتقد بأن هذا الأمر سيتحقق».
ورأى نجاد أن «التحرك المُستقلّ لبعض القادة الأوروبيين يخدم مصالحهم». وقال «إننا نرحب باستقلالية الرأي لبعض الحكومات». ونصح قادة أميركا وزعماء بعض الدول الاوروبية «بالاعتبار من حوادث الماضي وألا يخربوا أنفسهم لدى الرأي العام، وعليهم أن يعتمدوا سياسة الصداقة مع الشعوب، ولا سيما مع الشعب الايراني الكبير بدلاً من أن يغمضوا أعينهم ويفتحوا أفواههم، وإلا فإن مصيرهم الحتمي سيكون العزلة التامة وإقصاءهم من إدارة العالم».
وفي السياق، علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني على تحذير الرئيس الأميركي من حرب عالمية ثالثة، قائلاً «إن تصريحات بوش هي ترجمة للأهداف السلطوية والتوسعية للمحافظين الأميركيين الجدد، التي ستؤدي إلى تصعيد التوتر الأمني على الصعيد الدولي وتأجيج السياسات ذات الطابع العسكري». وأضاف إن «مثل هذه السياسات تعد تهديداً للأمن والاستقرار على الصعيد الدولي وعائقاً أمام السلام والاستقرار العالميين».
بدوره، قال مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، عبد الرضا رحماني فضلي، إن «هذه التصريحات تظهر غضب الولايات المتحدة إزاء نجاحات إيران على الساحة الدولية». ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية «اسنا» عن فضلي قوله «إن تصريحات الرئيس الاميركي التي تؤكد أن إيران تسعى الى صنع سلاح نووي هي جزء من الحرب النفسية».
ويصل اليوم الى طهران فريق من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لاستئناف المحادثات حول أجهزة الطرد المركزي، حسبما أفادت وكالة «مهر».
في سياق آخر، شنّ المتحدث باسم الحكومة الايرانية، غلام حسين إلهام، هجوماً عنيفاً على الرئيس الايراني السابق الاصلاحي محمد خاتمي، معتبراً أنه أذعن للولايات المتحدة باقتراحه المتعلق بـ«حوار الحضارات». وأشار إلى أن نتيجة مثل هذه المقترحات هي أن الولايات المتحدة وضعت إيران في صفوف دول «محور الشر».
إلى ذلك، أعدمت السلطات الإيرانية عنصرين كرديين من الحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني لإدانتهما بتهمة اغتيال عضو في حرس الثورة الايرانية، حسبما نقلت وكالة «إسنا» عن النيابة العامة في محافظة كردستان. وأضافت الوكالة، من جهة أخرى، ان طائرة هليكوبتر عسكرية إيرانية تحطمت امس في إقليم كرمان شاه المتاخم للحدود العراقية، والذي تقطنه غالبية كردية ـــــ إيرانية، ما أدى إلى مقتل شخصين على متنها.
(أ ف ب، مهر، رويترز، د ب أ، أ ب، يو بي آي)