strong>أنقـــرة ترفــض الحـــوار مع حكومـــة أربيـــل وتتّهـــم الاتحـــاد الأوروبي بـ«حمايـــة الإرهــــابيّين»
حذّر الرئيس السوري بشار الأسد، في ختام جولته التركيّة التي دامت أربعة أيّام، من أنّ الفشل في الحفاظ على وحدة العراق سيؤدّي إلى «تفجير» الشرق الأوسط، حسبما نقلت عنه صحيفة «راديكال» التركية.
وفي معرض حديثه لصحافيّين أتراك في اسطنبول أمس، لفت الرئيس السوري إلى أنّ «دمشق متّفقة تماماً مع أنقرة على أنّه يجب الحفاظ على وحدة أراضي العراق»، في تأكيد على موقف قديم يجمع بين الدولتين على رفض أي محاولة من أكراد العراق للانفصال عن الحكومة المركزية في بغداد تخوّفاً من أن يؤدّي ذلك إلى تحريك النزعة الانفصالية لدى الأكراد السوريّين والأتراك.
في هذا الوقت، أعلنت تركيا أمس أنها لن تُحجم عن اجتياح شمال العراق قبل أن تقوم السلطات العراقيّة بنفسها بالقضاء على مقاتلي حزب العمّال الكردستاني، الذي هدّد باستهداف أنابيب نفط جيهان ـــــ كركوك حال دخول أول جندي تركي الأراضي العراقية.
ورفضت أنقرة، التي تحشد نحو 100 ألف جندي مجهّزين بالعتاد والسلاح على الحدود العراقية، بشكل قاطع، أي حوار مباشر مع حكومة إقليم كردستان العراق، الذي وصفته بأنّه ليس سوى «مجموعات كرديّة»، في تأكيد على موقفها المبدئي بعدم الاعتراف بشرعيّة أي كيان كردي يقوم على حدودها.
وبعدما كرّر رئيس هذا الإقليم مسعود البرزاني أمس دعوته لأنقرة إلى إجراء محادثات مباشرة في أربيل، أعلن مكتبه، في بيان، عن الاستعداد التام «للدفاع عن تجربتنا الديموقراطية وكرامة شعبنا وقدسيّة وطننا إذا ما تعرّض الإقليم والتجربة الكردستانية لأي اعتداء وتحت أية ذريعة».
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد دعا في وقت سابق أمس بغداد إلى إغلاق المعسكرات التي يديرها مقاتلو «العمّال الكردستاني» في شمال العراق، وتسليم قادتهم إلى أنقرة، شرطاً لعدم استخدام التفويض البرلماني الذي أعطاه نواب تركيا يوم الأربعاء الماضي لجيشهم وحكومتهم لمدّة عام باجتياح الأراضي العراقية.
وقال أردوغان، بعد صلاة الجمعة في اسطنبول، «الأمر الذي سيرضينا هو إغلاق جميع معسكرات حزب العمال الكردستاني، بما في ذلك منشآت التدريب الخاصة بهم، وتسليمنا زعماء الإرهابيين».
ويصرّ قادة إقليم كردستان العراق على ضرورة إصدار أنقرة عفواً عامّاً عن القادة الأكراد الترك اللاجئين إلى الإقليم تمهيداً لعودتهم إلى مناطقهم داخل تركيا.
أما نائب رئيس الوزراء التركي جميل جيجك، فشدد من جهته على أنّ بلاده جادّة بشأن الاجتياح وأنها «لا تهوّل بغرض الخداع». ونقلت عنه صحيفة «زمان» قوله «اتخذنا القرار وسنفعل ما هو ضروري ولا رجعة عن ذلك».
لفت جيجك، المشرف على ملف «مكافحة الإرهاب» في الحكومة، إلى أنّ «حاجة الجيش هي التي ستحدّد توقيت العملية العسكرية وحجمها».
ويرى محلّلون أتراك أنّ اقتراب فصل الشتاء سيقلص خيارات الجيش بدرجة كبيرة لتقتصر على هجمات جويّة وعمليات صغيرة للقوّات الخاصّة.
ورفض جيجك الدعوة التي وجّهها أكراد العراق إلى محادثات مباشرة تهدف إلى تهدئة التوتّر، مؤكّداً أنّ أنقرة تعترف بحكومة بغداد المركزيّة وحدها طرفاً محاوراً. وقال «لا نتحدّث مع المجموعات الكردية في العراق، الطرف الذي نتحادث معه هو الحكومة العراقية في بغداد ونناقش ما نريد مع ممثّليها فقط». وأضاف أنّ «شمال العراق يمثّل جزءاً من العراق وعلى الأكراد العراقيين أن يمرّوا بإدارتهم في بغداد ليتحدّثوا إلينا».
كذلك وصف جيجك سياسات الاتحاد الاوروبي بأنّها «مَكر» لأنّّ الاتحاد لم يقضِ على ناشطي حزب العمال الكردستاني على أراضيه رغم اعتباره هذا الحزب منظّمة «إرهابيّة». وخاطب الوزير التركي دول الاتحاد بالقول «إذا كنتم ترون حزب العمال الكردستاني مجموعة إرهابية، فتصرّفوا على هذا النحو، وإذا لم تقوموا بما عليكم القيام به، فعندئذ لا تتدخّلوا في شؤون تركيا». وذهب إلى حدّ اتهام بعض دول الاتحاد الاوروبي بـ«حماية إرهابيّي» حزب العمال.
في المقابل، هدّد القائد العسكري لحزب العمال مراد كرايلان بأن مقاتليه سيستهدفون الأنابيب التي تنقل النفط من الأراضي العراقية إلى تركيا إذا نفذت حكومة أنقرة تهديداتها باجتياح العراق.
وفي إشارة غير مسبوقة، ألمح وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أول من أمس إلى أنّ القوات الاميركيّة والعراقيّة «ستكون مستعدّة للتحرّك ضدّ الأكراد الأتراك في شمال العراق إذا حصلت على مزيد من المعلومات الضروريّة لذلك».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)