نفذت قوات الاحتلال الأميركية، خلال اليومين الماضيين، مجزرة جديدة بحق أبناء مدينة الصدر في بغداد، أوقعت ما لا يقل عن 49 قتيلاً، فيما أفادت أنباء بأن المرجع آية الله علي السيستاني طلب من رئيس الحكومة نوري المالكي الامتناع عن إعدام وزير الدفاع السابق سلطان هاشم أحمد. وجرياً على عادته، رأى بيان للجيش الأميركي أنّ قوّاته قتلت 49 «مجرماً» من «جيش المهدي» في عملية عسكرية شنّتها فجر أمس في مدينة الصدر، معقل التيّار الصدري، نافياً أن يكون لديه أي معلومات عن سقوط ضحايا مدنيّين نتيجة هذه العمليات. وأضاف البيان أنّ الشخص المستهدَف في العملية كان عضواً في «المجموعات الخاصّة»، وأنه متخصّص في عمليات الخطف، «وسبق أن تسلّم تمويلاً من إيران لتنفيذ عمليّات خطف لأشخاص مهمّين».
في المقابل، قال شهود عيان «إنّ قوّة أميركيّة كبيرة مدعومة بالمروحيّات، قامت عند الساعة الثالثة من فجر أمس (السبت)، بمداهمة أحياء في المدينة استمرّت حتّى الساعة الثامنة صباحاً، ما أثار استياء أهل المنطقة الذين قاموا بإطلاق النار نحو القوّة». وأشار الشهود إلى أنّ المروحيّات قامت بقصف بعض أحياء المدينة، وخصوصاً القريبة من الحسينيّة، ما أدّى إلى مقتل عدد من المواطنين واحتراق عدد من السيارات المدنية وإلحاق أضرار بالسوق القريب من الحادث المعروف شعبيّاً بـ«سوق العورة».
وقال النائب عن التيار الصدري، فلاح حسن شنشل، في بيان قرأه خلال جلسة مجلس النوّاب الذي ناقش التهديدات التركيّة باجتياح الأراضي العراقيّة الشماليّة أمس، «إن القوات الأميركية أقدمت بآليّاتها التدميريّة على ارتكاب جريمة بشعة بحقّ أهالي مدينة الصدر، بقصفها للمنازل السكنية الآمنة، ما أدّى إلى استشهاد 49، منهم، 16 بالقصف الجوي و33 في اشتباك أرضي»، مطالباً الحكومة بتحمّل مسؤولياتها تجاه أبناء الشعب العراقي».
وتُعدّ هذه العملية الأكبر من نوعها بحق التيّار الصدري، منذ إعلان السيّد مقتدى الصدر تجميد جميع أنشطة «جيش المهدي» في شهر آب الماضي. لكنّ الاعتقالات والتنكيل بحقّ أعضاء وقادة التيار الصدري لم تتوقّف من جانب القوّات الأميركيّة مدعومة من القوى الأمنيّة العراقيّة.
وكانت آخر تلك الأعمال قد جرت تحديداً في مدينة الصدر، نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما وصفه قادة التيّار الصدري حينها بأنّه «ضريبة يدفعها التيار عن خروجه من الحكومة العراقيّة والائتلاف العراقي الموحّد».
وقُتل جنديان أميركيان وأصيب أكثر من ثمانية آخرين بجروح شرق بغداد خلال اليومين الماضيين، فيما قُتل نحو 30 عراقياً في هجمات متفرقة.
على صعيد آخر، نقلت وكالة «شرق برس»، عن مصادر مقرّبة من مكتب السيستاني قولها إنّه طلب من المالكي عدم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم أحمد. وردّ المصدر التأخّر في تنفيذ الحكم، رغم مرور المهلة القانونيّة على تنفيذه، إلى النصيحة التي أعطاها السيستاني إلى المالكي بضرورة عدم إعدام سلطان هاشم، الذي وصفه بأنه «شخصيّة مهنيّة، ويمثّل رمزيّة مهمّة لدى الطائفة السنيّة، ومن شأن إعدامه الإضرار بالجهود المبذولة في سبيل دفع المصالحة الوطنيّة».
إلى ذلك، كشف متحدّث باسم الفاتيكان أمس عن الإفراج عن قسّين من الطائفة الكاثوليكيّة كانا قد خُطفا في مدينة الموصل الشماليّة في ظروف غامضة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)