أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أنه يأمل التوصل إلى «حل فعلي» للصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني بحلول عام 2008، داعياً إلى إشراك «حماس» فيه، فيما جدّد الرئيس المصري حسني مبارك التحذير من فشل المؤتمر الدولي المقرّر الشهر المقبل، الذي توقّع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «فشله».وقال عباس، بعد لقائه الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو في بداية جولة له على دول إسلامية في آسيا لحشد دعمها قبل انعقاد المؤتمر الدولي، «نجري حالياً اتصالات مكثفة مع إسرائيل على أمل صياغة وثيقة يمكن أن يقبلها الطرفان والمجموعة الدولية». وعبّر عن الأمل في أن تصبح الوثيقة «مرجعاً لمؤتمرات مستقبلية، وحينئذ ستكون هناك مفاوضات مع الإسرائيليين، وقبل نهاية 2008 نأمل أن يتم التوصل إلى حلّ فعلي».
غير أن الرئيس الفلسطيني أوضح أن «أي عملية سلام مع إسرائيل يجب أن تشمل حركة حماس». وقال إن «حركة حماس جزء من الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تنفصل عنه، ولا أحد ينكر ذلك». وأضاف «لكنهم قاموا بانقلاب ضد الحكومة الشرعية، ما قد يهدّد وحدتنا الوطنية بالانقسام ويحبط الجهود التي بذلناها للتوصل إلى حل لبلادنا. وكان من الطبيعي أن يعودوا إلى (الوضع السياسي الأصلي) لكن بصراحة لا يمكننا أن نتحرك للأمام حتى نعمل معاً».
وشدّد عباس على أن المؤتمر الدولي «سيكون عديم الجدوى إذا اختُتم من دون تحقيق أي تقدم في القضايا الأساسية، ومنها الأرض المحتلة ووضع القدس وعودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين». وطالب بدعوة سوريا ولبنان إلى حضوره.
وفي إطار الإعداد لمؤتمر السلام، أعلنت وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس أنها تستعد لإنشاء إدارة في وزارة الخارجية مهمتها التفاوض للعمل على معالجة القضايا الأساسية عقب المؤتمر.
وتتضمن خطة ليفني، بحسب صحيفة «هآرتس»، تكوين مجموعة ستعهد إليها معالجة الإشكاليّات العالقة مع نظرائها الفلسطينيين، وفي مقدمتها تقسيم القدس واللاجئين والحدود الدائمة، إضافةً إلى التعرف إلى شخصية وتفكير رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع الذي اجتمعت به.
في هذا الوقت، جدّد الرئيس المصري حسني مبارك التحذير من فشل المؤتمر الدولي للسلام. وقال، لصحيفة «دير شتاندرد» النمساوية، «من الممكن أن تحدث تداعيات خطيرة إذا لم يخرج مؤتمر السلام بنتيجة ملموسة». وأضاف إن «المنطقة لا تحتمل فشلاً آخر لجهود السلام».
وقال مبارك إن على الأطراف المعنية الاتفاق على أهداف الاجتماع قبل عقده. وأضاف إن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين «سيشجّع الدول العربية على المشاركة في الاجتماع»، مشيراً إلى أنه مستعدّ للمساعدة لكن «في وسعه فعل الممكن فقط لا المستحيل».
وقال مبارك إن بعض «الأطراف تريد أن ترى مؤتمر أنابوليس منتدىً يجب على العرب أن يطبّعوا فيه علاقاتهم مع الإسرائيليين»، مضيفاً إن «الأمر لن يحدث هكذا ويجب أن يتحقق السلام أوّلاً».
وفي طهران، رأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن المؤتمر الدولي سيكون «عديم الجدوى ومقدراً له الفشل». وقال إن «العصر الذي كانت بعض الدول ترى فيه نفسها صاحبة سلطة اتخاذ قرارات بشأن مصير الدولة الفلسطينية قد ولّى، حيث إن تلك القضية لا يمكن تسويتها سوى من خلال الممثلين الحقيقيين لفلسطين»، في إشارة إلى حركتي «فتح» و«حماس».
ودعا نجاد الدول العربية إلى «عدم الوقوع في فخ ما يسمّى مؤتمر الخريف» وعدم السماح لـ«الأعداء» بإعداد أرضية لسوء الاستخدام. وقال «اليوم، النظام الصهيوني في طريقه إلى الانهيار. بالتالي يريد الأعداء وهؤلاء الذين شكّلوا هذا النظام الزائف إقامة مؤتمر الخريف لدعم روحه».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)