ارتكب الجيش الأميركي في سامرّاء أمس مجزرة جديدة بحقّ المدنيّين العراقيّين، هي الثالثة من نوعها في أقلّ من أسبوعين، في وقت امتدّت فيه معارك «جيش المهدي» مع قوات الاحتلال والقوّات العراقيّة من مدينة الصدر وكربلاء والديوانيّة إلى محافظة البصرة، في ظل تقارير أميركيّة تفيد أنّ إدارة جورج بوش وضعت خططاً لتركيز ضرباتها على الميليشيات الشيعيّة.وبعد مجزرتي مدينة الصدر وبغداد، قتلت المقاتلات الأميركيّة أمس 16 عراقيّاً، معظمهم من المدنيّين، في غارة على مدينة سامرّاء، ادّعى الاحتلال بعدها أنها استهدفت مقاتلين كانوا يحاولون زرع متفجّرات، رغم اعترافه، في بيان له، بمقتل 11 في الغارة، بينهم 6 مدنيين.
لكنّ الشرطة العراقيّة وبعض السكّان قالوا إنّ القتلى جميعهم من المزارعين والنساء والأطفال الذين لم يكونوا يزرعون المتفجّرات بل يعملون في أرضهم. وأكّد النقيب في الشرطة العراقيّة عبد الله العيسوي أنّ حصيلة القتلى النهائيّة هي 16 شخصاً هم سبعة رجال وست نساء وثلاثة أطفال.
في هذا الوقت، خرج زعيم التيار الصدري السيّد مقتدى الصدر أمس عن صمته، بعد أكثر من أسبوع من اندلاع المعارك العنيفة بين «جيش المهدي»، الذي سبق أن أعلن تجميد نشاطاته والجيشين الأميركي والعراقي، وسط مخاوف من دخول ميليشيات شيعيّة عراقيّة معادية للتيار الصدري في المعارك.
وطالب الصدر، في بيان له أمس، أتباعه في ميليشيا «جيش المهدي» وأفراد الشرطة والجيش بعدم الاعتداء على المواطنين باسم القانون والكفّ عن قتل العراقيين، داعياً الجميع الى التوحّد لمقاتلة «الاستعمار».
وقال الصدر، لأتباعه، «إنّ العدو يفرح برؤيتكم على هذا المنوال تتقاتلون في ما بينكم وإنّ العدو ليشمت بكم». وأضاف «أستحلفكم بمقدّساتكم ألا تمدّ يدك يا جيش المهدي على عراقي باسم الدفاع عن النفس وألّا تقتلوا عراقياً».
أمّا عناصر الشرطة والجيش، فقد توجّه إليهم الصدر بالقول «ولا أنتم يا شرطة العراق وجيشه لا تقتلوا عراقياً باسم القانون الوضعي أو باسم فرض القانون» في إشارة إلى خطّة «فرض القانون» التي بدأت تنفيذها منذ كانون الثاني الماضي.وفي السياق، ذكر مصدر في شرطة البصرة أنّ صدامات مسلّحة عنيفة وقعت ظهر أمس بين الأجهزة الأمنيّة وعناصر مسلّحة يُعتقَد أنها تنتمي إلى «جيش المهدي». وأكّد مصدر في الميليشيا المذكورة وقوع هذه المعارك في مناطق متفرّقة في معقله شمال البصرة، حيث مقرّ مكتب الصدر الرئيسي.
وفي وقت لاحق، كشف مكتب الصدر عن توجّه لجنة برلمانية تابعة له من بغداد إلى كربلاء للمساهمة في حلّ الاشتباكات التي انفجرت فيها منذ يومين.
وقُتل نحو 20 عراقيّاً في سلسلة تفجيرات واغتيالات في أنحاء متفرقة من العراق.
(الأخبار، رويترز)