القاهرة ــ الأخبار
أعلنت مصادر دبلوماسية جزائرية في القاهرة، لـ«الأخبار»، أمس، أن الرئيس المصري حسني مبارك قرّر تأجيل زيارته إلى الجزائر لرئاسة الاجتماع الأول لدورة اللجنة العليا المشتركة مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والتي كانت مقررة نهاية الشهر الجاري، من دون الإفصاح عن أسباب التأجيل. وهذه هي المرة الثانية التي تتأجل فيها زيارة مبارك إلى الجزائر، إذ كانت الأولى في تموز الماضي نتيجة أحداث العنف التي انفجرت في البلاد.
ويُعيد تأجيل الزيارة الجدال في مصر حول صحّة مبارك، إذ أوردت صحيفة «وورلد تربيون» الإلكترونية الأميركية خبراً عن تدهور صحة الرئيس، الأمر الذي منعه من السفر إلى الخارج، وأشارت إلى وجود استعدادات لتعزيز صلاحيات نجله جمال مبارك لتولّي مسؤوليات أكبر. ونقلت الصحيفة، المقرّبة من دوائر المحافظين الجدد، عن «مصادر استخبارية غربية» قولها إن «مبارك انهار خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر قبيل رحلة كانت مقرّرة إلى المملكة العربية السعودية»، التي تمّ تأجيلها أيضاً.
وأوضحت «وورلد تريبيون» أن فريقاً طبياً يقوم حالياً بالإشراف الدقيق على صحة الرئيس. ونسبت إلى «مصدر استخباري» قوله إن حالة مبارك (79 عاماً) «ليست حرجة ولا تهدّد حياته، إلاّ أنه ضعيف جداً». وأضافت، نقلاً عن مصدر استخباري آخر، «إن الرجل العجوز أصبح مدركاً الآن أكثر من أي وقت مضى أنه شخص فانٍ. ونتوقّع خلال الأسابيع المقبلة أن يتولى جمال منصباً سياسياً أكبر، قد ينتهي بتوليه الحكم خلفاً لوالده».
وأشارت المصادر نفسها إلى أن «الفريق الطبي لمبارك منعه من الذهاب إلى ألمانيا الأسبوع الماضي لتلقي العلاج لأن حالته الصحية لا تسمح له بالسفر. كما أن تدهور صحته منعته من القيام بجولات في القاهرة في أيلول الماضي، حتى إن مصادر في المعارضة المصرية تحدثت عن وفاته».
إلا أن حركة مبارك في الفترة الأخيرة تناقض تقرير الصحيفة، ولا سيما أنه استقبل أول من أمس المستشار النمساوي هاينز فيشر، كما قام بعدد من الجولات الخارجية الشهر الماضي، فزار كلاً من طرابلس وعمان، إضافة إلى تكثيف نشاطه الإعلامي خلال زيارته للمنيا في الثاني من الشهر الجاري، وإلقائه خطاباً انتقد فيه «الحملة الغربية المعادية للإسلام» في الثامن من الشهر الجاري بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، قبل أن تغلق مواكبه الأمنية بعدها بيومين شوارع القاهرة لساعات خلال حضوره احتفالات الذكرى الرابعة والثلاثين لنصر تشرين الأول في دار الأوبرا.