موسكو ــ حبيب فوعاني
أحيطت عودة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، من يريفان الى طهران أمس، ببعض الغموض، بعدما نقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية عن مسؤولين في حكومة أرمينيا أن ضيفهم عاد إلى بلاده بسبب «تطورات غير متوقعة» فيها، في وقت استأنفت فيه ايران والاتحاد الأوروبي محادثاتهما أمس حول الأزمة النووية في روما.
إلّا أن الرئيس الإيراني دحض ما تناقلته المصادر، مؤكداً أن زيارته، التي بدأها الاثنين، «كان من المقرر أن تستغرق 22 ساعة، لكن بسبب كثافة اللقاء‌ات استغرقت أكثر من البرنامج المقرر من قبل»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا». وكانت وكالة «ايتار تاس» الروسية قد أفادت أن نجاد عاد الى طهران قبل أن يكمل زيارته الرسمية التي قام بها رداً على زيارة نظيره الأرمني روبرت كوتشاريان إلى الجمهورية الاسلامية في تموز الماضي، بسبب «تطورات غير متوقعة في إيران واجتماعات طارئة يتعين عليه عقدها في بلده».
وقال كبير المتحدثين باسم كوتشاريان، للصحافيين، إن «الرئيسين اتفقا الليلة الماضية (الاثنين) على أن نجاد بحاجة إلى اختصار زيارته»، مشيراً الى أن «لديه أسباباً ملِّحة لإنهاء زيارته قبل الموعد».
وكانت متحدثة باسم الرئاسة الارمنية قد ذكرت أن «نجاد لم يظهر اليوم (أمس) في المكانين اللذين كان من المُقَّرر أن يزورهما.. على حد علمنا فقد غادر البلاد»، مشيرة بذلك الى زيارة كان مقرراً أن يقوم بها الرئيس الإيراني الى نصب تذكاري لضحايا «الإبادة الجماعية» للأرمن عام 1915 وكذلك المسجد الازرق في يريفان. كما كان مقرراً أن يلقي كلمة أمام برلمان أرمينيا. وعن جدول أعمال الزيارة، كانت جوانب التعاون الاقتصادي والطاقة الموضوع الأهم على طاولة المباحثات بين رئيسي البلدين، حيث تعاني أرمينيا حصاراً برياً مديداً من جانب تركيا وأذربيجان، وليس لديها منفذ إلى العالم سوى عن طريق جورجيا، فيما حرمتها الطبيعة موارد الطاقة، ما يجعلها بأمس الحاجة إلى مشاريع تعوِّض هذا النقص وإلى تعزيز مواصلات النقل عن طريق إيران. ويبلغ مجمل قيمة المشاريع المزمع إقامتها بين البلدين نحو مليار دولار.
ويجمع المراقبون في جنوب القوقاز على أن طهران، بتحقيق مشاريعها الكبرى في أرمينيا، تستعرض أمام الغرب اكتفاءها الذاتي وجبروتها الاقتصادي، وأمام جاراتها في المنطقة أهميتها الجيوسياسية.
وخلال زيارته الى أرمينيا، ألقى نجاد كلمة في جامعة يريفان الحكومية، التي منحته بدورها شهادة الدكتوراه الفخرية.
كما القى خطاباً أمام الإيرانيين المقيمين في ارمينيا، كشف فيه أن «ايران حققت تقدماً ملحوظاً في مجال الفضاء حيث ستعلن أخبارها في المستقبل القريب للشعب الإيراني»، حسبما نقلت عنه «ارنا».
في هذا الوقت (يو بي آي، ا ف ب، مهر، د ب أ)، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش شدد أول من أمس لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، على ضرورة الاستمرار في الضغط على ايران، على خلفية الخلاف المعلن بين الولايات المتحدة وروسيا على الملف النووي الايراني.
واكتفى الكرملين من جانبه، بالتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الاستراتيجي، في وقت يخوض فيه البلدان مواجهة مفتوحة حول المشروع الأميركي المضاد للصواريخ في اوروبا.
وذكر المتحدث باسم البيت الابيض، غوردون جوندرو، أن الرئيسين ناقشا خلال اتصال هاتفي أجراه بوش مع بوتين، زيارة الأخيرة الى ايران الأسبوع الماضي، وأن بوش «كرَّر التأكيد على أن من المهم الاستمرار في ممارسة الضغط عبر الأمم المتحدة والإصرار على أن تعلق ايران أنشطتها للتخصيب النووي بطريقة يمكن التحقق منها».