strong>علي حيدر
قالت مصادر سياسية إسرائيلية مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إنه لا يعير اهتماماً لمؤتمر انابوليس ويرى فيه مجرد سيرك سياسي، مشدداً على وجوب القيام بحل عسكري مع الفلسطينيين وغيرهم، يسبق أية حلول سياسية.
ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي عن مقربين من باراك قولهم إنه «لم يفصح عن الكثير مما حققه من إنجازات في الولايات المتحدة، لكنه عاد أكثر إصراراً وتصميماً على جدوى الحل العسكري وعلى أولويته، على أن يسبق أيّ تسوية سياسية مع الفلسطينيين وغيرهم». وأضافوا أن ما يشغل باراك في المرحلة الحالية هو «التركيز على وجوب امتلاك إسرائيل لنظام دفاعي مضاد للصواريخ المعادية خلال عامين أو ثلاثة، يكون قادراً على تأمين مظلة أمنية (للدولة العبرية)، والتصدي لصواريخ القسام وأنواع أخرى من الصواريخ»، في إشارة الى الصواريخ الموجودة في حوزة إيران وسوريا وحزب الله، التي تهدد الجبهة الداخلية الاسرائيلية.
وقال المراسل السياسي للقناة العاشرة الاسرائيلية، رافيف دروك، إن «باراك، منذ انضمامه لحكومة (إيهود) أولمرت، لا يولي اهتماماً بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، وهو ما عبّر عنه بشكل جانبي للإعلاميين (الإسرائيليين) في أكثر من مناسبة، ويؤكد أن ما يقوم به أولمرت من إجراءات سياسية، لا يعدو كونه حركات بهلوانية تهدف الى إرضاء الرئيس الاميركي جورج بوش، الذي يحتاج الى مواقف مشابهة يقوم بها أولمرت» تجاه الفلسطينيين.
ونقل المراسل عن مقربين من باراك قولهم إنه «لا يرى أهمية في مؤتمر أنابوليس»، وإنه يشدد على أن «المؤتمر سيكون سيركاً سياسياً لن يستمتع بمشاهدته سوى المشاركين» فيه. وأضافوا إن باراك ينظر الى ما يوصف بـ«الإنجاز السياسي مع الفلسطينيين» على أنه «ليس أكثر من زوبعة في فنجان»، وهو كثيراً ما يعبّر بسخرية لمقربين منه عندما يُطرح الموضوع امامه. وأوضحوا أنه «في الوقت الذي يؤيّد فيه أعضاء الكنيست من حزب العمل (19 عضواً) العملية السياسية مع الفلسطينيين، فإن باراك في المقابل يعارضها» ويرى عدم جدواها.
ورجح مراسل التلفزيون الاسرائيلي أن يعمد باراك والمقربون منه الى التعمية على ما حققه من «إنجازات» خلال لقاءاته الأخيرة في واشنطن، وأن يجري تسريب معلومات مغلوطة الى وسائل الإعلام بعيداً عن الإنجاز الحقيقي الذي توصل إليه هناك، كأن يقال إنه «بحث العملية السياسية مع الفلسطينيين أو أن يشارك في الجهود الرامية الى إنجاح مؤتمر أنابوليس».
وفي السياق، أعرب رئيس الدائرة السياسية ـــــ الامنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد عن شكوكه في إمكان ترجمة أي تقدم يتحقق في المؤتمر الاقليمي في أنابوليس الى خطوات عملية في المناطق الفلسطينية، مشيراً الى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «يسيطر فقط على نصف أراضي السلطة». واتهم مصر بأنها تسمح بتهريب السلاح من سيناء الى قطاع غزة الذي «يغرق بالاسلحة».