strong>نجاد: لاريجاني صديقي... لكن التغييرات أمر طبيعي في السياسة
يبدو واضحاً أن حالاً من الارتباك تسود المشهد السياسي في طهران، عبّرت عنها أمس تصريحات لبرلمانيين عن استقالة وزير الخارجية منوشهر متكي، الذي نفاها في وقت لاحق، وخاصة أنها تأتي بعد أيام من استقالة أمين مجلس الأمن القومي علي لاريجاني، الذي وصفه الرئيس محمود أحمدي نجاد بأنه «صديقي» لكن «التغييرات أمر طبيعي في السياسة».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن نجاد قوله، للصحافيين في ختام اجتماع مجلس الوزراء في طهران، إنه «لو كان من المقرر أن يستقيل السيد متكي لكان عليه أن يقدم هذه الاستقالة الى الحكومة لكن هذه القضية لا أساس لها من الصحة بتاتاً». وأضاف «ان السيد متكي يداوم نشاطه بحيوية كثيرة وكان اليوم حاضراً في اجتماع مجلس الوزراء»، موضحاً أن متكي «عيّن مساء الثلاثاء وكيلاً له».
وعن استقالة لاريجاني، قال نجاد إن «لاريجاني نفسه رغب في الاستقالة وإن التغييرات أمر طبيعي في السياسة... إن لاريجاني لا يزال صديقي و(سلفه سعيد) جليلي هو دبلوماسي معروف ومحنّك ويحمل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية ويعد من العناصر الثورية». كذلك نفى متكي «كل الشائعات» عن استقالته. وقال إن «البعض.. يستغل أي موضوع وشائعة وحدث من أجل الإيحاء بعدم وجود استقرار في إيران».
كذلك نفى مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي، كاظم جلالي، الذي نسبت إليه وكالة أنباء الطلبة «اسنا» نبأ الاستقالة، هذه «الشائعة» وقال إنها «كاذبة».
وكانت «اسنا» قد نسبت الى النائبين جلالي ورضا طلائع نيد قولهما أمس إن متكي قدَّم مساء الثلاثاء استقالته الى نجاد، فيما تحدثت وكالة الانباء الايرانية «مهر» عن احتمال أن يعيّن نجاد سعيد جليلي وزير خارجية بالإنابة، مشيرةً الى «شائعات في مجلس الشورى تتحدث عن احتمال إجراء تغييرات أخرى في الحكومة».
في هذا الوقت، حذَّر متكي فرنسا من اعتماد موقف «تمييزي» حيال بلاده على صعيد الملف النووي. وكتب متكي، في مقالة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية امس، أن طهران «لا تود أن تتعرّض سياستها النووية لنظرة تمييزية من جانب فرنسا»، مؤكداً أن بلاده «ستواصل نشاطاتها النووية وتخصيب اليورانيوم لأهداف مدنية».
وفي السياق، أكد نجاد أن بلاده ستبدأ قريباً مرحلة جديدة من تحركاتها الدبلوماسية من خلال زيارات المسؤولين الى مختلف البلدان واستقبال الوفود الأجنبية في طهران. وأشار الى أن أهداف المرحلة الجديدة من التحركات الدبلوماسية الإيرانية هي «صيانة المصالح والأمن القومي لإيران والمساهمة والمساعدة في إقرار الأمن والسلام العالميين ونشر خطاب السلام والأخوة في العالم».
ونقلت «مهر» عن نجاد قوله إن بلاده «مستعدة لمناقشة أي اقتراح يعرض عليها، وخصوصاً الاقتراحات الأوروبية»، مجدداً اقتناعه بأن الولايات المتحدة لن تشنّ هجوماً على إيران لحملها على وقف برنامجها النووي. وأضاف «العدو غاضب. إنهم يرسمون خريطة إيران على الجدار ويقذفونها بالسهام ثم يقولون إنهم سيهاجمون إيران».
كذلك، قلَّل نجاد من شأن قرار ثالث قد يصدر عن مجلس الأمن لتشديد العقوبات على إيران، واصفاً «ما بقي من الملف النووي» لدى هذا المجلس بأنه «مجرد قصاصات ورق بلا قيمة».
وفي روما، قال لاريجاني إن محادثات الوفد الإيراني أول من أمس مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا نتج عنها «أفكار بنّاءة».
وقال كبير المفاوضين الايرانيين السابق، بعد زيارة قام بها برفقة سلفه سعيد جليلي لرئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي، «في الشق الاخير من المحادثات مع السيد برودي والسيد سولانا كانت الافكار التي نتجت عن اللقاء بنّاءة ويمكن أن يقود ذلك الى إحراز تقدم إضافي». إلى ذلك، أعلن ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية أن مساعد مدير الوكالة أولي هاينونن سيعقد الاثنين المقبل في طهران، لقاءً جديداً مع المسؤولين الايرانيين.
وكان خبراء من الوكالة نفسها قد أنهوا أمس مناقشات دامت خمسة أيام حول أجهزة الطرد المركزي «بي1» و«بي2».
(أ ف ب، مهر، ارنا، اسنا، ا ب، رويترز)