القاهرة ــ الأخبار
بعد فتواه بجلد الصحافيين المدانين بنشر أخبار كاذبة عن صحة الرئيس المصري حسني مبارك، عاد شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي إلى الواجهة بسبب فتوى دينية جديدة أسهمت هذه المرة في توظيف الدين لخدمة السياسة.
وبدا طنطاوي أول من أمس داعماً بصورة غير مباشرة لسيناريو توريث ابن الرئيس المصري، جمال، خلفاً لوالده، إذ قال إنه «لا مانع من توريث الحكم في مصر، إذا جاء عن طريق انتخابات حرة نزيهة، باعتبار أن هذا حق دستوري للابن، وليس فيه مخالفة للشرع»، مشيراً في الوقت نفسه إلى رفضه التوريث بشكل مباشر.
وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها شيخ الأزهر بأسلوب حاد ومباشر على خط التوريث، ما يوحي بأن عملية ترتيبات الخلافة أصبحت قيد التنفيذ، ليغدو طنطاوي جزءاً من الحملة الإعلامية لتهيئة الرأي العام المصري للقبول بجمال مبارك رئيساً.
في المقابل، قال أساتذة في جامعة الأزهر، لـ«الأخبار»، إنهم لا يوافقون على فتوى طنطاوي باعتبارها «توظيفاً غير سليم للدين في مسائل سياسية»، فيما دعا قيادي مسؤول فى جماعة «الإخوان المسلمين»، رفض الكشف عن اسمه، شيخ الأزهر إلى «التحلّي بالشجاعة وإعلان استقالته من منصبه». ولاحظ أن «نفاق طنطاوي للرئيس ونجله بلغ مداه عبر إطلاق هذه التصريحات التي تسيء إلى مكانة الأزهر وتثير التساؤلات عن حقيقة الدور الذي يؤديه شيخه في هذا الإطار».
كذلك، أثارت تصريحات شيخ الأزهر عاصفة من الاستياء لدى العديد من المراقبين والأوساط السياسية المناهضة لفكرة التوريث، وسط تصاعد المطالبة بإقالتة أو إجباره على الاستقالة.
وجاءت تصريحات شيخ الأزهر خلال حوار مسجّل مع الإعلامي محمود سعد، ضمن برنامجه «اليوم السابع»، الذي تمّ بثّه أول من أمس على قناة «MBC».
وأوضح طنطاوي، في الحلقة، أنه يحترم الصحافة، وأنه تم تحوير تصريحاته عن «الجلد»، التي لم يقصد بها الصحافيين. كما نفى امتلاكه ٣ قصور في التجمّع الخامس شرق مدينة القاهرة، مشيراً إلى أن هذا «محض افتراء، وذمته المالية سليمة». وأضاف أنه يشعر بالاشمئزاز لنشر هذه الأخبار، موضحاً أنه يؤيد أن يكون شيخ الأزهر بالتعيين، لأن الانتخابات تؤدي إلى الفرقة والضغائن. واعترف بانتشار الفساد في مصر وبعض الدول العربية، ووجود بعض الحكام الذين يسيئون استخدام السلطة ضد شعوبهم.