غزة ــ رائد لافي
تصاعد تراشق التهم أمس بين حركتي «فتح» و«حماس»، مع حديث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجدّداً عن «معلومات» تفيد بأن الحركة الإسلامية «تخطّط لتكرار تجربة غزة في الضفة»، وهو ما ردت عليه الحركة نفسها باتهام «فتح» باعتماد أسلوب «من ليس معنا فهو انقلابي»، فيما لا يزال قطاع غزة يعيش على وقع التهديد الإسرائيلي بتصعيد الحصار.
وقال عباس، لصحيفة «الرأي العام» الكويتية أمس، إن «لدى السلطة الفلسطينية معلومات تؤكد أن حركة حماس تخطّط لتكرار تجربة السيطرة على قطاع غزة في الضفة الغربية»، مضيفاً: «لكن سيكتب لها الفشل». وأضاف أن «هناك جهات دولية معروفة تدعم حركة حماس وتؤيدها»، مشدداً على أن الحركة «لا تملك قرارها بنفسها، وهناك تأثيرات كثيرة عليها سياسية واقتصادية».
وفي السياق، دعا الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم الفلسطينيين في قطاع غزة إلى عصيان مدني ضد حركة «حماس»، التي قال إنها «لا تعبأ بمعاناة الفلسطينيين في القطاع». وأضاف أن «لديه معلومات مؤكّدة تفيد بأن قيادات من حركة حماس التقت قادة إسرائيليين في مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب».
لكن المتحدّث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، نفى تصريحات عبد الرحيم، ووصفها بأنها «تافهة وليس فيها ما يستحق الرد». وقال: «الواقع يفرق بوضوح بين من يتهافت على عقد اللقاءات والمفاوضات مع الاحتلال ومن يُحاصر ويتعرض للعدوان بسبب تمسكه بالثوابت والحقوق الفلسطينية».
كما شنّت «حماس» هجوماً عنيفاً على اللجنة المركزية لحركة «فتح» لموقفها المتشدد من مسألة الحوار الوطني. واتهمت «حماس»، في بيان، اللجنة المركزية بـ«استنساخ التفكير البوشي»، وإطلاق حملة شعارها «من ليس معنا فهو انقلابي».
وكانت اللجنة المركزية قد جددت، في بيان، رفضها المطلق لـ«مؤامرة الانقلاب والانفصال في قطاع غزة». وأضافت أن «أبواب الحوار مفتوحة أمام حماس في اللحظة التي تتخلص فيها من زمرة الانقلابيين وما حولوه من خراب ودمار في مشروعنا الوطني».
في هذا الوقت، نفت إسرائيل أن تكون قد خفضت إمدادات الوقود الإسرائيلية لقطاع غزة. وأعلن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن سلطات الاحتلال «ستؤخر لبضعة أيام تنفيذ قرارها خفض إمدادات المحروقات».
ورغم النفي الإسرائيلي، أكدت السلطة الفلسطينية أن الدولة العبرية بدأت بخفض كميات الوقود التي تمد بها قطاع غزة. وقال المدير العام لهيئة البترول الفلسطينية مجاهد سلامة: «بدأ تطبيق التدابير الإسرائيلية. لقد أبلغنا رسمياً بخفض إمدادات المحروقات إلى قطاع غزة بـ40 في المئة». وأضاف أن «المعلومات التي وردتنا من غزة تؤكد أن 210 آلاف ليتر من المحروقات سلمت، في حين أننا طلبنا 350 ألف ليتر».
ميدانياً، استشهدت ثلاث مواطنات فلسطينيات، بينهن طفلة، وأصيب ستة آخرون، أول من أمس، في انفجار غامض في منطقة القراراة، شمال شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، إيهاب الغصين، إن «التحقيقات الشاملة التي أجرتها الداخلية أثبتت أن الانفجار الذي وقع في منزل لعائلة أبو سبت، نجم عن صاروخ أرض ـــــ أرض أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي».
غير أن مصادر عسكرية إسرائيلية نفت علاقتها بالحادث، وقالت إن جيش الاحتلال لم يكن طرفاً فيه. وبحسب سكان في المنطقة، فإن الانفجار أدى إلى تدمير المنزل المستهدف، وإلحاق أضرار مادية جسيمة في عدد من المنازل المجاورة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشهداء الذين سقطوا جراء الانفجار هم: الطفلة براءة تيسير السميري (عامان)، وختام يوسف السميري (17 عاماً) وسماح نواف أبو سبت (19 عاماً)، فيما أصيب ستة آخرون، جروح ثلاثة منهم بالغة.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن الشاب أحمد العمور (22 عاماً) أصيب بجروح متوسطة، فيما اعتقل ثلاثة فلسطينيين في توغل إسرائيلي محدود في منطقة وادي السلقا شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.