كعادته، لم يتريّث الزعيم الليبي معمّر القذافي قبل إعلانه فشل مفاوضات السلام حول دارفور، مشيراً إلى أن من شأن التدخل الخارجي زيادة تدهور الوضع، فيما أعلنت حكومة السودان وقفاً فورياً لإطلاق النار من جانب واحد في الإقليم وسط ترحيب مصري.وقال القذافي، في افتتاح محادثات السلام في سرت أوّل من أمس في غياب الفصائل المتمرّدة الرئيسية، إن قيادة حركة تحرير السودان التي لم تشارك في المفاوضات «مثل أولادي، لكنهم كولد ضال. وفي الوقت نفسه، لا يمكن صنع السلام من دونهم»، موضحاً أن المؤتمر «يجب أن يقف عند هذا الحد».
ورأى القذافي أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المكلّفان إيجاد حل للنزاع الأهلي في دارفور، مهدّدان بالفشل في معالجة «خلاف قبلي»، مؤكداً أنه «يجب أن تقتصر مهمّتهما على الصراعات بين الدول، إذ إن الخلافات القبلية لا تعني الأمم المتحدة». وأوضح «أننا لن نكون سودانيين أكثر من السودانيين أنفسهم ولا دارفوريين أكثر من الدارفوريين أنفسهم». وشبّه تدويل النزاعات الداخلية بـ«صب الزيت على النار».
وقاطعت المفاوضات ثمانية فصائل متمردة في دارفور إضافة إلى مؤسس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور. أما الفصائل المشاركة، فطلبت من جهتها تعليق هذه المفاوضات لإفساح المجال أمام إقناع الفصائل المقاطعة بالانضمام إليها. وقالت، في بيان تلاه تاج الدين نعيم من حركة العدالة والمساواة: «إننا في سبيل الوصول إلى سلام عادل وشامل لا نريد عزل أحد من حركات الثورة المسلحة الرئيسية من المفاوضات»، مضيفة أن «مساعينا واتصالاتنا مستمرة مع الإخوان الغائبين لإقناعهم باللحاق بالعملية التفاوضية حتى لا نكرر إنتاج أبوجا من جديد».
من جهة أخرى، أعلن متمرّدون قاطعوا مفاوضات السلام استعدادهم لاستئناف المحادثات مع وسيطي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتوصّل إلى «حل فعلي». وقال المتحدث باسم الفصائل الستة المنتمية إلى حركة تحرير السودان، جار النبي عبد الكريم، «إننا مستعدون للتحدّث إلى الوسيطين للتفاهم على المسائل المتعلقة بالآلية، وللتوصل إلى حلّ فعلي».
إلى ذلك، أعلنت حكومة السودان على لسان مستشار الرئيس نافع علي نافع وقفاً فورياً لإطلاق النار من جانب واحد في إقليم دارفور. إلّا أن زعيماً للمتمردين أعرب عن شكوكه بشأن تحرّك الخرطوم، قائلاً إنها فشلت في الالتزام بتعهدات سابقة مماثلة. وأعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن تقدير مصر للموقف السوداني الذي جاء استجابة لطلب دول الجوار «مصر وليبيا وتشاد وأريتريا».
(رويترز، د ب أ، أ ف ب)