مقديشو ـ الأخبار
نفى رئيس الحكومة الصومالية علي محمد جيدي، الذي يزور أديس آبابا، ما تردّد أخيراً عن عزمه الاستقالة، في وقت احتدم القتال في مقديشو بين القوات الإثيوبية والإسلاميين، موقعاً أكثر من 21 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وتشهد حكومة جيدي نزاعاً مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، الذي يسعى إلى إزاحته من خلال إسقاطه بسحب الثقة من حكومته وتأليف حكومة جديدة.
وكانت الأنباء قد تضاربت بشأن نية جيدي تقديم استقالته. لكنّه أكّد لـ«الأخبار»، من العاصمة الإثيوبية، أنّه لا يزال رئيساً للحكومة الانتقالية، نافياً عزمه الاستقالة كما روّج مقرّبون من يوسف. ورأى أنّ الخلاف مع الرئيس الانتقالي ليس شخصياً، بل هو «جدل سياسي يتعلق باختلاف وجهات النظر في شأن الدستور والميثاق الوطني»، مؤكّداً أنّ زيارته لإثيوبيا ليست هرباً، بل جزء من عمله لتحقيق المصالحة الوطنية.
لكن وزراء منشقين عن حكومة جيدي قالوا، في المقابل، إنه يسعى للحصول على حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة وتأمين مستقبل أسرته وبعض المقرّبين منه.
في المقابل، قال مسؤول في مكتب يوسف، لـ«الأخبار»، نحن «ننتظر استقالته لكي نغلق ملف هذه اللعبة السياسية السخيفة».
وفي ما يتعلق بضحايا اشتباكات مقديشو، التي عُدّت الأعنف منذ 4 أشهر، فقد سقط 15 قتيلاً على الأقل، بينهم ما يصل إلى 7 جنود إثيوبيين، فيما أُصيب عشرات المدنيين جرّاء الأعيرة النارية والشظايا الطائشة، ويوجد نحو 35 شخصاً في مشفى العاصمة، بينهم إصابات خطرة.
وكان قد قُتل أول من أمس نحو 6 مدنيين في العملية التي شنتها القوات الإثيوبية في مقديشو، 3 منهم في ردّ من جانب الجنود الإثيوبيين على هجمات المسلحين.
وصاحبت هذه الاشتباكات، تظاهرات عمّت العاصمة الصومالية رفضاً لوجود القوّات الإثيوبية والحكومة الموالية لها، وأُحرقت الإطارات وانتشرت أعمال شغب في جميع أرجاء المدينة التي شهدت فوضى دموية، ما أدى إلى وقوع إصابات، إثر إطلاق القوات الإثيوبية النار باتجاه المتظاهرين الذين هتفوا ضدّها. وقال أحد المتظاهرين: «سنقاومهم لأجل بلادنا وديننا وشرفنا».