جالت رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو، أمس، على أهالي ضحايا الاعتداء الانتحاري الذي استهدفها في 18 الشهر الجاري بعد عودتها إلى باكستان، وأودى بحياة 143 شخصاً «إنقاذاً للديموقراطية»، وسط تصاعد حدّة الاشتباكات في المناطق القبلية بين القوات الباكستانية والمتمرّدين، وسقوط أكثر من 15 قتيلاً.وقامت بوتو بزيارة مفاجئة وسرية، كجزء من الإجراءات الأمنية لحمايتها، لأهالي ضحايا الاعتداء الذي استهدفها، في مدينة لاركانا بالقرب من مسقط رأسها، في إقليم السند. وفي زيارتها لأهل سامو (22 عاماً) ، قالت بوتو إنّ «الشاب خسر حياته ليُنقذ الديموقراطية، وإن دماءه لن تذهب هدراً». وأعربت بوتو عن حزنها على أرواح الجنود الذي قتلوا خلال المعارك مع المتمرّدين، الذين اتخذوا من المناطق القبلية «جنّة آمنة»، مضيفةً: «أشعر بالأسى لعدم تمكننا من حلّ هذه المشكلة حتى الآن».
وكانت بوتو قد بدأت جولتها أوّل من أمس بزيارة لقبر والدها ذو الفقار علي بوتو، حيث احتشد نحو 4000 من أنصارها للترحيب بها، وهي المرة الأولى التي تخرج فيها في جولة خارج بيشاور بعد محاولة اغتيالها. وأكّدت أن عملها هذا ينصبّ باتجاه «الديموقراطية في باكستان».
ولأجل نشر الديموقراطية في باكستان، قالت بوتو إنّها مستعدة للذهاب إلى المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان حيث ينشط المتمرّدون الموالون لـ«القاعدة» و«طالبان».
إلى ذلك، تجدّدت الاشتباكات بين المتمرّدين والقوات الأمنية في منطقة القبائل، في قرية منغلور والقوط، مخلّفة 15 قتيلاً، بينهم 6 ضباط أمنيين و7 مدنيين كان المتمّردون قد اعتقلوهم أول من أمس، واتهموهم بالتجسّس، قبل أن يُعدموهم.
وبدأت الاشتباكات يوم الجمعة الماضي في مدينة سوات، التي تحتضن أتباع رجل الدين مولانا فضل الله، حيث جنّدت الحكومة أخيراً قوة من 2500 جندي لتعقّبه، وتُجري محادثات مع زعماء القبائل من أجل وقف الاقتتال.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)