غزة ــ رائد لافي
«الشاباك» يستبعد انتفاضة جديدة... وتحذيرات دولية من «عقاب جماعي» في القطاع


نفّذت القوات الاسرائيلية أمس جريمة جديدة في إطار عدوانها اليومي على قطاع غزة، حيث قتلت ثلاثة فلسطينيين، بينهم مقاومان في كتائب «عز الدين القسام»، فيما أصيب نحو 25 آخرين، في وقت بدأت فيه سلطات الاحتلال قطع الوقود عن القطاع وسط تحذيرات من كارثة إنسانية.
واستشهد المقاوم في الوحدة الخاصة في «كتائب القسام» أحمد ابو طاحون (22 عاماً)، وقتل جندي اسرائيلي وأصيب آخر بجروح، في عملية فدائية أطلق عليها اسم «صيد الأفاعي 3»، استهدفت قوة إسرائيلية خاصة توغلت بشكل محدود قرب معبر صوفا شمال شرقي مدينة رفح.
وفي بلدة بيت حانون، استشهد مقاوم آخر من «كتائب القسام» ومعوّق، وأصيب أكثر من 25 آخرين بجروح، وصفت جروح ثلاثة منهم بالخطيرة، في توغل اسرائيلي في البلدة.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد المقاوم محمد يوسف حمد (23 عاماً)، وإصابة عدد آخر بجروح في قصف إسرائيلي نفذته طائرة استطلاع. وأعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة استشهاد المواطن فريد أبو عودة (44 عاماً) الذي يعاني من اعاقة حركية إثر إصابته بعيارين ناريين في الرأس من جانب قوات الاحتلال اثناء وجوده في منزله في البلدة.
وأقرّ المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، يوني شينفلد، بأن جيش الاحتلال يواجه خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة «جيوشاً منظمة تحارب بطرق قتالية متطورة جداً». وقال «رغم الدعوات إلى القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، فإن الأمر مختلف على أرض الواقع».
وذكرت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن «القتال في قطاع غزة أصبح أكثر تعقيداً، فالمنظمات الفلسطينية في القطاع تقاتل في إطار جيش في مقابل جيش وتعتمد أيضاً على حرب العصابات ضد القوات الإسرائيلية التي تتوغل من حين إلى آخر في أراضي قطاع غزة».
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن «عناصر المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة أصبحت مدربة جيداً، كل واحد منها يحمل بندقية بعدسة ويرتدي سترة واقية وهم يراقبون ليل نهار تحركات الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة بالقرب من السياج الحدودي لقطاع غزة».
ويأتي العدوان الإسرائيلي متزامناً مع خفض إمدادات الوقود إلى غزة، الذي رآه الاتحاد الأوروبي «عقاباً جماعياً» يفرض على نحو 1.5 مليون فلسطيني.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، بنيتا فيريرو فالدنر، للصحافيين بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس المحتلة، «نتفهم الضيق في إسرائيل من جراء استمرار الهجمات الصاروخية من غزة. لكن العقوبات الجديدة ستكون لها عواقب خطيرة للغاية على حياة السكان المحليين وستعزز من وضع حماس وجماعات أخرى للنشطاء الفلسطينيين».
كذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني «نأسف للقرار الاسرائيلي بتبنّي عقوبات تطال السكان المدنيين في قطاع غزة عبر فرض قيود على التزود بالكهرباء والمحروقات». وأضافت «ان هذه الإجراءات سيكون لها انعكاس مباشر على الوضع الانساني الخطر لدى السكان الذين ينبغي ألا يؤخذوا رهائن ولا أن يعاقبوا جماعياً».
وفي ما يتعلق بالأزمة الداخلية، نفى القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار نية الحركة تنفيذ «حسم عسكري» في الضفة الغربية على غرار ما قامت به في غزة، لكنه شدّد على حق حركته في الدفاع عن نفسها ضد من سماهم «المجرمين»، الذين قال إنهم «ينتهكون أعراض الناس وحرمات المساجد والجامعات في الضفة الغربية».
ونفى الزهار «ادعاءات» الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم عن لقاءات تُعقد بين حركة «حماس» والإسرائيليين. وقال «إذا كان جلوس حماس مع إسرائيل جريمة فهم يجلسون مع قادتها في بيوتهم وليس في مكاتبهم فقط. وهي كذبة وافتراء والجميع يعلم أن حماس بعيدة عنها».
في هذا الوقت، ناقش الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح التحضيرات لمؤتمر السلام، الذي دعت إليه الولايات المتحدة، وكذلك المحادثات الاسرائيلية ـــــ الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة، نبيل ابو ردينة، إن «هذا التحرك جزء من تحرك عربي حتى نذهب برؤية مشتركة إلى المؤتمر». وذكر أن «الجانب الإسرائيلي لا يزال يرفض الالتزام بجدول زمني لحل قضايا المرحلة النهائية»، مشيراً إلى أن «التقدم المطلوب يجب أن يتضمن التوصل إلى وثيقة لحل القضايا».
وانتقد المتحدّث باسم «حماس» فوزي برهوم وقوف محمود عباس ضد مؤتمر دمشق، الذي تنوي الفصائل المناهضة لمؤتمر أنابوليس عقده. ورأى أن الرفض «يأتي رضوخاً لإملاءات الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين لا تزالان تكنّان حالة العداء لسوريا وللشعب الفلسطيني».
وفي السياق، قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين إنه «لا يتوقع حدوث تصعيد أمني إذا فشل مؤتمر السلام».