أكدت دمشق وطهران أمس دعمهما لأنقرة في مواجهة حزب العمال الكردستاني، وشددتا على أنهما تنسقان في ما بينهما لمواجهة هذا النوع من «الإرهاب» الذي يهدّد «أمن واستقرار الجميع في المنطقة».وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني منوشهر، رداً على سؤال عن مشاركة سوريا في المؤتمر الدولي للسلام، الذي دعت إليه الولايات المتحدة قبل نهاية العام الجاري، «لا يزال الموقف السوري واضحاً. إذا لم يكن الجولان مدرجاً في جدول أعمال الاجتماع فمن الصعب حضور الاجتماع».
وأعرب المعلم عن ارتياحه لتنديد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بالغارة الاسرائيلية على سوريا في أيلول الماضي. وقال «أن تأتي الإدانة من السيد البرادعي فهذا يؤكّد كذب هذه الشائعات جميعاً». وأعرب عن أسفه لصمت المجتمع الدولي إزاء الغارة لأن «تلكؤ المجتمع الدولي في الإدانة يشجع المعتدين».
وقال المعلم، رداً على سؤال عن احتمال لقائه بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في اسطنبول، «لم يطلب الجانب الأميركي ذلك اللقاء»، مشيراً إلى «ضرورة وجود هدف واضح وأجندة معروفة لنا».
وفي ما يتعلق بالأزمة التركية ـــــ العراقية، أعلن المعلم أنّ دمشق وطهران «تنسّقان من أجل حل الأزمة الناتجة من هجمات المتمردين الاكراد انطلاقاً من شمال العراق». وقال إن «الإخوة في طهران يبذلون جهوداً في هذا السبيل تتكامل مع الجهود السورية لأننا نريد إعطاء فرصة للحل السياسي».
وأضاف الوزير السوري أن «الإرهاب الجاري من حزب العمال الكردستاني لا يهدد فقط تركيا بل إيران وسوريا. لذلك نريد أن تنجح هذه الجهود الدبلوماسية بما يصون أمن تركيا ويصون أمن العراق واستقراره من خلال الجهود مع الحكومة العراقية المركزية برئاسة نوري المالكي».
وتحدث متكي، من جهته، عن «جهود سورية وإيرانية من أجل المساعدة على حل هذه المشكلة» بين تركيا والعراق. وأكد على أنه «ما من شك في أن العمليات الإرهابية شمال العراق ستؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار الجميع في المنطقة»، مشدّداً على أنه راجع مع الرئيس السوري بشار الأسد المواقف المشتركة بشأن القضايا المطروحة في المنطقة. وأشار إلى أن «من الواجب أن يكون هناك تعاون إقليمي لاقتلاع تلك الظاهرة الإرهابية»، لافتاً إلى «جهود الرئيسين بشار الأسد (والإيراني) أحمدي نجاد لنزع فتيل الأزمة العراقية ـــــ التركية عبر الطرق الدبلوماسية».
وعن محاولات تقسيم العراق، قال متكي إن «إيران مع الوحدة الوطنية العراقية وسلامة الأراضي في هذا البلد ودعم الحكومة المركزية»، معرباً عن «إدانة بلاده قرار الكونغرس الأخير القاضي بتقسيم العراق». وشدّد على أن «العراق بلد موحّد واحد وهو بلد إسلامي عربي لا بد من الحفاظ على هويته».
وعن إمكان لقائه مع الوزيرة رايس على هامش مؤتمر اسطنبول، قال متكي «نحن لا نهرب من مواجهة السيدات»، مضيفاً أن «كل لقاء رسمي بحاجة إلى تمهيد وهو ما لم يكن متوفراً في قمة شرم الشيخ».
وعن المقاطعة الأميركية لإيران، أكد متكي أنها «ليست قضية جديدة وقد ساعدت الإيرانيين على مدى 28 عاماً في البحث عن الطرق المؤدية إلى النجاح عبر التوصل إلى البحث العلمي»، وضرب مثلاً أن إيران تحولت خلال تلك الفترة من مستورد للسيارات إلى دولة منتجة ومصدّرة لها. وأضاف أن «وزراء الدول الست الكبرى خلال اجتماعهم في واشنطن أيلول الماضي رفضوا أن يقرّوا الموقف الأميركي بشأن الملف النووي الإيراني لعلمهم أن المزاعم الأميركية واهية ولا أساس لها من الصحة».
ودان متكي تصويت الكونغرس على اعتبار الحرس الثوري الإيراني تنظيماً إرهابياً. وقال «هذه أول مرة نرى برلماناً في العالم يوجه أصابع الاتهام إلى جيش دولة أخرى ويتهمه بالإرهاب».
وقالت وكالة الأنباء السورية إن متكي سلّم الأسد رسالة من نجاد «تتعلق بالعلاقات الثنائية والمستجدات في المنطقة». وأضافت أن متكي «أطلع الأسد على نتائج الاتصالات التركية ـــــ الإيرانية الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وعرضا آخر التطورات والمستجدات بشأن هذه الأزمة».
وأطلع متكي الأسد أيضاً على «نتائج زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران» وبحثا في «التطورات على الساحة اللبنانية وأكدا على دعم كل ما يتوافق عليه اللبنانيون».
(سانا، أ ب، يو بي آي، رويترز)