بوينس أيرس ــ الأخبار
انتُخبت كريستينا فرنانديز دي كيرشنير رئيسة للأرجنتين، لتكون الرئيس الـ 48 في التاريخ الأرجنتيني والرئيس السادس بعد انتهاء الانقلاب العسكري (الذي بدأ عام 1976 بقيادة خورخي رافايل فيديلا). هي المرأة الأولى التي تصل إلى هذا المنصب بالانتخاب المباشر. قبلها، شغلت إيزابيل بيرون هذا الموقع في الفترة التي تفصل بين وفاة زوجها، خوان بيرون، والانقلاب المذكور. وبعد فرز أكثر من 70 في المئة منالأصوات، حصلت كريستينا على أقل بقليل من 45 في المئة من الأصوات وفازت في غالبيّة الولايات الأرجنتينية الـ 24، فيما حلّت منافستها ليليتا كاريو، التي فازت في العاصمة، في المرتبة الثانية بأقلّ بقليل من 23 في المئة من الأصوات. وحلّ وزير الاقتصاد السابق روبرتو لافانيا، الفائز بولاية كوردوبا، ثالثاً بنحو 17 في المئة من التأييد. وفي المركز الرابع، حلّ الفائز في ولاية سان لويس ألبرتو، رودريغيز سا، بنحو 8 في المئة من الأصوات.
إلّا أنّ هذا الفوز الكاسح يخفي الصعوبات التي لاقتها الموالاة في بعض أكبر مدن الأرجنتين أمثال بوينس آيرس وكوردوبا وروزاريو، وهو ما يفسّر ربّما اللهجة التوافقية التي لجأت إليها كريستينا في خطابها الأوّل، محاطة بزوجها وبالمرشّحة الاشتراكية المهزومة في الرئاسيات الفرنسيّة الأخيرة، سيغولين رويال. قالت: «أمدّ يدي للجميع لتعميق التغييرات التي بدأناها عام 2003، لأنّ البلد لا يُبنى بالحقد».
وبيّنت نتائج الانتخابات البرلمانية أنّ الرئيسة المنتخبة ستتمتع بأكثرية مريحة في مجلس النوّاب حيث ستضمّ «الكتلة الكيشنيرية»، المؤلّفة من البيرونية الموالية ومن الراديكاليين المنشقّين وحلفائهم، 153 نائباً من أصل 257 نائباً، و44 شيخاً من أصل الـ 72 الذين يؤلفون مجلس الشيوخ.
وللمرّة السادسة منذ انتهاء الحكم العسكري عام 1983، حين انتخب راوول ألفونسين رئيساً، لن يعرف الأرجنتينيون طعم الدورة الثانية؛ فقد حسمت كريستينا النتائج من الدورة الأولى بنيلها 40 في المئة من الأصوات، متخطّية الأقرب إليها بأكثر من 10 في المئة منها.
انتخابات عام 2003 هي الوحيدة التي كانت نتائج الدورة الأولى فيها تفرض عقد دورة ثانية بعدما حصل كل من الرئيس السابق كارلوس منعم ونستور كيرشنير على أقل من ربع أصوات الناخبين لكلّ منهما. إلّا أن منعم فضّل الانسحاب في الدورة الثانية لضرب صدقية الرئيس كيرشنير، غير المعروف وطنياً. وباستثناء هذه الحالة، نالت كريستينا أقلّ من الرؤساء الباقين الذين نالوا في المرّات السابقة بين 47 و52 في المئة من الأصوات. غير أنّها حقّقت الفارق الأكبر من الأصوات مع أقرب منافسيها، وهو ما يدل على ضعف المعارضة وتشتّتها.
كاريو اليسارية، التي حلّت ثانية، تُعدّ أيضاً فائزة في الانتخابات حيث دخل مؤيّدوها إلى مجلس الشيوخ واقتربوا من حجم ما تبقّى من «الحزب الراديكالي» في مجلس النوّاب. وتتحوّل كاريو إلى المعارضة الأولى مؤقتاً بعد النتائج المخيبة التي نالها مؤيّدو اليميني، عمدة العاصمة موريسيو ماكري، الذي يُعدّ «مشروع برلوسكوني أرجنتيني»، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإيطالي السابق اليميني سيلفيو برلوسكوني. وقد فضّل عدم خوض الرئاسيات بانتظار الاستحقاق المقبل عام 2011.