دخلت المفاوضات النهائية الخاصّة بالسلام في إقليم دارفور السوداني مرحلتها الثانية أمس، في جلسات مغلقة خُصّصت للتشاور الثنائي والاجتماعات مع الأطراف المشاركة في المحادثات التي تستضيفها مدينة سرت الليبيّة، وتقاطعها 8 فصائل متمرّدة. وذكر المتحدث باسم الاتحاد الأفريقي، نور الدين المازني، أنّ وسطاء الأمم المتحدة والاتحاد يواصلون لقاءاتهم الثنائية مع وفد الحكومة السودانية ومع الحركات الدارفورية المتمرّدة إلى جانب المشاورات الجارية مع ممثلي المجتمع المدني ومع الشركاء الدوليين ومع دول الجوار.وأوضح المازني أنّ هذه المشاورات ستشمل كذلك الحركات التي أعربت عن رغبتها في السلام وطلبت بعض الوقت للتشاور والتنسيق في ما بينها، في إشارة منه إلى بعض الفصائل التي سبق أن رفضت حضور هذه المفاوضات، وفي مقدّمها «حركة العدل والمساواة» و«جيش تحرير السودان ـــــ فصيل عبد الواحد النور».
ويذكر أن الفصائل الدارفورية الستة التي تشارك في المباحثات ليست لها صفة تمثيلية كبرى من أصل 12 فصيلاً ظهرت بعد «اتفاق أبوجا» للسلام نتيجة انقسام حركات المتمردين وظهور زعماء جدد لكل فصيل. وفي هذا الصدد، لفت المازني إلى أنّ مبعوثين من الوسطاء سيُرسَلون إلى جوبا ودارفور حيث توجد بعض الحركات. وقال كبير مفاوضي «حركة العدل والمساواة»، أحمد توجود ليسان، لوكالة «رويترز» في دارفور: «سواء أجاؤوا (الوسطاء) أم لا فإنّ هذا لن يغير الواقع». وأضاف: «إذا كانوا يريدون أخذنا إلى سرت فعليهم إزاحة جميع تلك الفصائل الأخرى».
وكان ليسان قد أشار في وقت سابق إلى أنّ الوسطاء لم يوجّهوا الدعوة إلى «الأطراف الحقيقية التي يجب أن تكون جزءاً من عملية السلام» لحضور المحادثات و«ينحازون بدلاً من ذلك إلى جانب الحكومة السودانية بتوجيه الدعوة إلى أشخاص تحدّدهم الخرطوم».
وفي واشنطن، حثّ الرئيس الأميركي جورج بوش الأمم المتّحدة على نشر قوّة السلام في دارفور، وأكّد ضرورة إبقاء الضغوط على كافّة أطراف الحرب الأهلية القائمة. وقال، في ختام محادثات أجراها مع نظيره الأوغندي يوري موسيفيني في البيت الأبيض، إنّه تحادث مع الأمين العام للمنظّمة الدوليّة، بان كي مون، ودعاه إلى «التحرّك ونشر جنود في دارفور في أسرع وقت ممكن».
في هذا الوقت، بدأ في الخرطوم مؤتمر مانحي المساعدات الذي ترعاه الجامعة العربية، بمشاركة أكثر من 45 دولة عربية ومنظمة إنسانية، على أن يستمرّ يومين. وقالت مصادر دبلوماسية إنّ الدول العربية ستتبرّع بنحو 300 مليون دولار لجهود الإغاثة في دارفور. فيما تقدّر المساعدات التي يتلقّاها السودان من الأمم المتحدة بنحو مليار دولار سنوياً معظمها من الدول الغربية.
(أ ف ب، رويترز، الجزيرة)