القاهرة ــ الأخبار
بدأت حرب تصفيات مبكرة في صفوف قيادات الحزب الوطني الحاكم في مصر قبل انعقاد مؤتمره التاسع في أوائل الشهر الجاري، مستهدفة الرجل الثاني في مجموعة جمال مبارك وصاحب شركات تحتكر صناعة الحديد المسلّح، أحمد عز، الذي كان أيضاً هدفاً قديماً للصحافة المعارضة للنظام.
إلاّ أن الجديد في تلك الحملة هو استخدام خصوم مبارك الابن في الحزب الوطني لصحف مستقلة ومعارضة لتصفيته قبيل انعقاد المؤتمر، الذي تردّد أنه سيكون النهاية لمجموعة الحرس
القديم.
وفي سياق الحملة، اتهم وزير الصناعة رشيد محمد رشيد، أحمد عز بـ«الاحتكار»، إضافة إلى اهتمام الصحف المستقلة والمعروفة بعدائها لمجموعة نظام مبارك، بقصة زواج سري لعز من إحدى نائبات الحزب الوطني في مجلس الشعب، ليصبح الزواج مادة دسمة لمحاولة كسر الرجل الملقب بـ«امبراطور الحديد» و«ملك مصر غير المتوج»، في إشارة إلى ثروته التي تبلغ نحو 40 مليار جنيه، وهي سر صعوده السياسي ووصوله إلى منصب أمين التنظيم ليكون رأس حربة مجموعة جمال مبارك.
ويعتقد مراقبون بأن الحملة على عزّ قد تمنحه تعاطفاً شعبياً باعتبار أن خصومه من الحرس القديم، وفي مقدمتهم رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب صفوت الشريف، لا يحظون برصيد شعبي، نظراً لبقائهم الطويل في السلطة. إلا أن الأخير قال لصحيفة «روز اليوسف» إن الرسالة التي سيعلنها المؤتمر العام للحزب الأسبوع المقبل، هي شعار «إننا الأقدر على إدارة بلدنا وتحقيق التقدّم».
والشريف هو أحد المقربين من الرئيس مبارك، ويتردّد أنه الهدف الأول ضمن سيناريو تصعيد جمال، ليكون الشخصية القيادية للحزب تمهيداً لوراثة منصب أبيه.
إلى ذلك، صعدت الحكومة المصرية من حدة حملاتها الإعلامية والسياسية والأمنية على جماعة «الإخوان المسلمين»، إلاّ أن الشريف عاد واستثنى الجماعة من خريطة الصراع السياسي في البلاد. وقال إنه «لا تنافس بين الإخوان والحزب الوطني»، معتبراً أن الانتخابات المقبلة ستحدد حجمهم الطبيعي.