strong>جميع المساعي العراقيّة والإيرانيّة بشأن الأزمة الكرديّة ستتبلور في مؤتمر اسطنبول غداً وبعد غد، وسط إعلان أميركي عن بدء تدفّق المعلومات الاستخباريّة عن حزب العمّال الكردستاني للسلطات التركيّة. أمّا حكومة بغداد فطلبت رسميّاً من طهران التوسّط لحلّ الأزمة بعدما كرّرت أنقرة رفضها التشاور مع أي طرف كردي عراقيكشف المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) جيف موريل أمس أنّ الولايات المتّحدة بدأت تزوّد تركيا معلومات استخبارية عن مواقع المقاتلين الأكراد على طول الحدود مع العراق. وقال موريل للصحافيّين، إنّ «مفتاح أي ردّ عسكري من جانب الأتراك أو غيرهم هو امتلاك معلومات تتيح التدخّل»، مضيفاً «نحن نبذل جهوداً لمساعدتهم في الحصول على هذه المعلومات».
وتأتي هذه التصريحات ترجمةً لما سبق أن كرّره وزير الدفاع روبرت غيتس مراراً من أنّ أي تدخّل تركي وأميركي ضدّ الأكراد في شمال العراق «لن يكون له معنى من دون معلومات دقيقة» عن مواقعهم المحدّدة.
في هذا الوقت، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الذي يزور بغداد، طهران إلى «تقديم الدعم الكامل للعراق في مؤتمر اسطنبول للمساهمة في حلّ الأزمة الحدودية بين تركيا وحزب العمّال الكردستاني». كذلك حضّ طهران على العمل لـ«نزع فتيل» الأزمة العراقية ـــــ التركيّة.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد قال في مؤتمر صحافي مشترَك مع نظيره الإيراني «بحثنا في أهميّة مؤتمر اسطنبول وأكّدنا على ضرورة أن يتركّز على موضوع العراق وألّا يتحوّل الاجتماع إلى التوتّر في شمال العراق ويخرج عن مسألة دعم استقرار العراق وحكومته». وكشف زيباري عن أنّ بلاده «تبذل جهوداً حثيثة» بهدف الإفراج عن الجنود الأتراك الثمانية الذين خطفهم حزب العمال الكردستاني في 21 تشرين الأول الماضي. وأوضح أنّ «المفاوضات تجري عن طريق أطراف غير مباشرة وقد وصلت إلى مراحل متقدّمة».
كذلك أفصح زيباري عن أنّ السلطات العراقية أقامت المزيد من نقاط التفتيش لتقييد تحركات المقاتلين الأكراد وقطع خطوط الإمداد عن مخابئهم في المناطق الجبليّة. وقال زيباري إنّ هناك زيادة في نقاط التفتيش لمنع الحزب من الحصول على الطعام والوقود. وأضاف أن هناك إجراءات لمنعهم من الوصول للمدن المأهولة بالسكان.
من جهته، قال متّكي إنّ بلاده «أكّدت على ضرورة ألّا يقتصر اجتماع اسطنبول على الكلمات وأن يركّز على أمن العراق». وأكّد أنّ «الوفد الإيراني المشارك في اجتماع اسطنبول سينقل وجهات نظره حيال ما يحصل على الساحة العراقيّة».
وفي موضوع الأزمة التركية ـــــ العراقية، قال متّكي «اتفقنا والعراق على أن مشكلة الإرهاب هي مشكلة جميع من في المنطقة وليست مشكلة جهة واحدة، ومن يدعم هؤلاء الارهابيين يستهدف علاقات الصداقة وحسن الجوار مع دول المنطقة». وكشف عن عزم إيران على تقديم مشروع في مؤتمر اسطنبول حول العراق، وقال «إنّنا ما زلنا بصدد دراسته ومناقشة المكوّنات الرئيسيّة فيه».
في المقابل، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، بتوفير ملاذ آمن للمقاتلين الأكراد. وقال للصحافيّين مساء أوّل من أمس، «ما يفعله رجال البرزاني هناك هو التستّر على منظّمة إرهابية».
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان رفضه مرّة جديدة إقامة حوار مباشر مع أكراد العراق كما اقترح البرزاني. وأشار أردوغان إلى أنّ «محاور تركيا ليس البرزاني، بل حكومة بغداد حصراً»، مشدّداً على الأهميّة الكبيرة للقائه مع الرئيس جورج بوش في البيت الابيض يوم الاثنين المقبل.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)