رام الله ــ أحمد شاكر
شدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة الإعداد الجيّد للمؤتمر الدولي للسلام المتوقع عقده في منتصف تشرين الثاني المقبل، محذّراً من عواقب فشله، وهو ما حذّرت منه أيضاً وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني.
وقال عباس، بعد لقائه منسّق السياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في رام الله أمس، «أخشى أن يأتي الموعد المحدد للاجتماع الدولي من دون أن يكون لدينا اتفاق محدد على القضايا، وأن يوصف الاجتماع بالفشل». وأشار إلى أنه بحث مع سولانا في العناصر الأساسية التي تضمن للاجتماع الدولي النجاح، وهي تحديد الموعد ومن سيحضرون، ثم النتائج التي يمكن أن تحصل في هذا المؤتمر.
ورفض عباس وصف اللقاءات التي يجريها مع رئيس وزراء إسرائيل إيهود اولمرت بأنها مفاوضات. وقال «هناك لقاءات دورية بيننا وبين اولمرت كل اسبوعين مرة، وهذه الاجتماعات تتناول كل شيء. لا أستطيع أن اقول إن هناك مفاوضات».
أما سولانا فجدّد من جهته تأكيد الاتحاد الاوروبي دعم عباس في خطواته السياسية. وأضاف أن «الاتحاد الاوروبي سائر في التزاماته المالية وتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، سنستمر بمساعدة الحكومة اقتصادياً وسياسياً وفي شؤون الامن».
وفي السياق، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن ليفني تعمل أخيراً على خفض سقف التوقعات لنتائج المؤتمر الدولي للسلام، وذلك خشية من أن يؤدي عدم تحقيقها إلى تدهور الأوضاع على الأرض.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ليفني قالت في اجتماع سياسي قبل أيام «إذا انتظرنا نتيجة معينة (من المؤتمر) ولم تحصل فإن الوضع في المنطقة سيتدهور»، مثلما حصل عام 2000.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن ليفني تسعى في الآونة الأخيرة إلى بلورة قائمة أهداف «واقعية» للمؤتمر الدولي، وأنها تحدثت في هذا الشأن مع نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس، وأشارت «هآرتس» إلى الانطباع الإسرائيلي عن طريقة عمل رايس يفيد بأنها معنية في بحث العملية السياسية قدر الامكان لتحقيق إنجاز في المؤتمر، وذلك انطلاقاً من الاعتقاد بأن تحديد سقف عالٍ جداً من شأنه أن يدفع الطرفين إلى تحقيق إنجازات. إلا أن ليفني حذّرت رايس من مغبة «التسرع»، وقالت لها إنه «لا ينبغي رفع سقف التوقعات بل ملاءمتها مع ما يحصل على الأرض».