strong>بوش يوافق على تسريع مساعدة السنّة... اقتصادياً
هدد «التيار الصدري»، الذي يتزعمه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الحكومة العراقيّة أمس باتّخاذه «إجراءات غير متوقّعة» إذا لم يتمّ الإسراع بإجراء تحقيق «حيادي» في المواجهات بين موالين لـ«الصدري» والقوّات العراقية، التي شهدتها مدينة كربلاء الأسبوع الماضي.
وفيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تأليف لجنة في شأن أحداث المدينة، التي تعدّ مزاراً للشيعة، على أن تنجز عملها «بحياديّة في أسرع وقت ممكن»، حسبما أوضح بيان صادر عن مكتبه، قال المتحدث باسم مكتب الصدر، الشيخ صلاح العبيدي، في بيان تلاه في النجف، «نحاول جهدنا لحقن دماء المسلمين لتطويق الفتنة». وأضاف «لكن بعد التسويف الذي شهدناه، نحذّر الحكومة من أنّه في حال عدم اتّخاذها إجراءات التحقيق العادل والحيادي والسريع جداً، فإنّ مكتب الصدر سيضطر إلى اتخاذ قرارات خارجة عن توقّعات الحكومة».
وكانت مواجهات كربلاء، التي قتل فيها نحو 52 من الزوّار الشيعة، قد دفعت الصدر إلى تجميد أنشطة ميليشياته، «جيش المهدي»، لستة أشهر من أجل «إعادة هيكلتها». وهو ما أثنت عليه القوّات الأميركيّة، التي وصفت الخطوة، في بيان نشرته أوّل من أمس، بأنّها «مشجّعة» وستساعدها في التركيز على قتال تنظيم «القاعدة» في البلاد.
من جهة أخرى، ردّ المالكي على منتقديه في الكونغرس الأميركي قائلاً إنّّ حكومته حالت دون انزلاق العراق إلى حرب أهلية طائفية. وقال، في مؤتمر صحافي، إن تصريحات المنتقدين، وأبرزها الساعية إلى نيل ترشيح الحزب الديموقراطي السيناتور هيلاري كلينتون وبعض المشرّعين إلى الرئاسة، «تتجاوز الحدود المعقولة» وتشجّع المتشدّدين الذين يحاولون زعزعة الاستقرار في العراق.
وفي السياق، أفاد نائب رئيس البرلمان العراقي خالد العطية بأنّ المالكي سيقدّم أسماء المرشّحين الذين اختارهم لتولّي الوزارت الشاغرة إلى مجلس النواب بعد أسبوعين من انعقاد جلساته الأولى، بعد العطلة الصيفيّة التي استمرّت شهراً. وقال، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، إنّ البرلمان سيبدأ الجلسات غداً لمناقشة أو إقرار قانون النفط والغاز وتوزيع الموارد المالية وانتخابات مجالس المحافظات وقانون التقاعد.
من ناحية أخرى، انتقد السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر «التحالف الرباعي»، الذي تألّف بين الحزبين الكرديين، «الاتّحاد الوطني الكردستاني» و«الحزب الديموقراطي الكردستاني»، والحزبين الشيعيين، «الدعوة» و«المجلس الإسلامي الأعلى في العراق»، وانضمّ إليه فيما بعد «الحزب الإسلامي العراقي» السنّي. وقال كروكر إنّه «لا يمثّل المصالحة الوطنية». وفي إشارة الى حجم التحدّي الذي يواجه العملية السياسية، قال كروكر، الذي تحدّث إلى القناة التلفزيونيّة الرسميّة العراقيّة، إنّ «فرض الأمن هو عملية سهلة، إلّا أنّ التوصل إلى حلول سياسية في نظام ديموقراطي مفتوح عملية معقدة وتحتاج إلى وقت» وبالتالي فالوصول إلى نتائج «ليس متوقّعاً في سنة أو سنتين».
وفي واشنطن، وافق الرئيس الأميركي جورج بوش على تسريع برنامج جديد لزيادة المساعدات الاقتصادية المباشرة للمناطق العراقية ذات الغالبية السنية، والتي يقول الاحتلال إنّها تشهد انضمام المزيد من العناصر السابقة في المقاومة العراقية إلى القوات الأميركية «لملاحقة المتمرّدين». وتزامن الإعلان مع اتهام وزارة الخارجية الأميركية، في تقرير جديد كشفت عنه الإذاعة القومية العامّة أوّل من أمس، حكومة المالكي بالفساد وعرقلة التحقيقات الرسمية التي تطال عدداً من حلفائها السياسيين في هذا الشأن، مشيرةً إلى أنّها منعت مخصّصات مالية كان يفترض أن توضع في ميزانية هيئة النزاهة العامّة الموكلة إليها مهمة مكافحة الفساد في المؤسسات الحكومية.
إلى ذلك، وفيما أفادت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانيّة، بأنّ لندن تعدّ لتسليم محافظة البصرة إلى الجيش العراقي الشهر المقبل، وهو ما سيمكّن نحو 5500 جندي بريطاني من مغادرة العراق خلال فترات لاحقة، أعلن مصدر في وزارة الدفاع البريطانية أن جنود (500 عنصر) قاعدة متمركزة في قصر في البصرة بدأوا بالانسحاب منها أمس.
وشنّ رئيس الأركان البريطاني أثناء غزو العراق الجنرال المتقاعد مايك جاكسون هجوماً لاذعاً على سياسة الولايات المتحدة بعد الحرب. ونقلت صحيفة «صنداي تلغراف» عنه قوله إنّ المنهج الذي تبنّاه وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد كان «مفلساً فكرياً»، وإشارته إلى أنّه ليس من مهمّة القوّات الأميركيّة «بناء الأمم» هي «هراء».
ميدانياً، قتل 9 أشخاص وجرح 15 آخرون في انفجار سيارة في ساحة عدن في منطقة الكاظمية شمالي بغداد، فيما أدّت مواجهات متفرّقة إلى مقتل 11 شحصاً. وعثر على 6 جثث في الديوانيّة و15 جثّة في بغداد. كذلك أفادت «صندي تلغراف» بأن الحكومة العراقية ستطلق 6000 سنّي تشتبه في أنهم ينتمون إلى الجماعات المسلحة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)