القاهرة ــ خالد محمود رمضان
تزايد الارتباك في مكتب الرئيس المصري حسني مبارك، بعد الإعلان عن إلغاء جولة تفقدية كان مقرراً أن يقوم بها أمس إلى محافظة سوهاج، وتأجيلها إلى وقت لاحق، في وقت دخلت فيه زوجته، سوزان، على خط التصريحات المتعلقة بصحة الرئيس، والتي أعلنت أنها «على أفضل ما يكون».
وفيما عزت مصادر الرئاسة المصرية تأجيل جولة مبارك في سوهاج إلى عدم استكمال المشروعات التي كان سيفتتحها، قال محافظ سوهاج اللواء محسن النعماني إن الترتيبات جارية لإتمام الزيارة، بعدما أنجزت المحافظة كل الاستعدادات الأمنية والشعبية.
من جهتها، قالت سوزان مبارك لقناة «العربية» الفضائية، إن «صحة الرئيس جيدة»، مشيرة إلى «عدم توقف أنشطته، إذ لم يتوقف الأسبوع الماضي عن المشاركة في الاجتماعات واللقاءات المقررة». ويرى مراقبون أن تصريحات سوزان مبارك توحي أنها معنية بتوريث السلطة إلى ابنها جمال، أمين لجنة السياسات في الحزب الحاكم، رغم نفي الرئيس وابنه.
في هذا الوقت، بات السفير الأميركي لدى القاهرة فرانسيس ريتشاردوني هدفاً لنيران الصحف الرسمية المصرية المقرّبة من مبارك، إذ تصاعدت ضدّه حملة انتقادات واسعة تحمّله مسؤولية إطلاق الشائعات عن صحة الرئيس للمرة الأولى.
وقال رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» القاهرية محمد علي إبراهيم، إن تصريحات السفير الأميركي هي نوع جديد من وسائل الضغط على مصر، بعدما رفضت أخيراً الموافقة على طلب الرئيس الأميركي جورج بوش إرسال قوات مصرية الى العراق. وأضاف أنه «إذا كان بوش يريد منح الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه وضعاً أفضل خلال سباق الرئاسة مع الديموقراطيين، فليس لمصر ناقة أو جمل في ذلك. كذلك لا يقبل الرئيس المصري أن تكون بلاده جسراً لخدمة الداخل الأميركي مهما كان حجم الضغوط التي تمارس علينا، سواء من خلال تهديدات الكونغرس بقطع المعونة العسكرية، أو بواسطة الحملات الصحافية الأميركية التي تستهدف النيل من الإصلاح السياسي والاقتصادي في مصر، الذي لم يكن ليتحقق إلا من خلال بوابة واحدة هي الرئيس مبارك».
ورأى إبراهيم أن تصريح السفير الأميركي عن صحّة مبارك هو بمثابة وسيلة ضغط أخرى من الوسائل التي تمارسها واشنطن من حين الى آخر، لأن الأميركيين يعلمون أن القاهرة لا توافقهم في سياستهم في العراق، وهي لن ترضى بالاشتراك في أي عمل عسكري ضد إيران. كذلك اتهم واشنطن بمحاولة «دق إسفين» بين مصر ودول الخليج في هذه المسألة، إلا أن «حكمة الرئيس مبارك وضعت حداً للمغامرات الأميركية».
ورأى ابراهيم أن التصريح الذي أطلقه السفير الأميركي مرتبط بفشل مهمة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في شرم الشيخ لإقناع العرب بمساعدة الولايات المتحدة، وإبلاغ مصر رسالة مفادها «أننا نضغط عليكم بوسيلة جديدة هي صحة الرئيس».
وفي السياق، تلقى الرئيس مبارك أمس اتصالاً من الملك السعودي عبد الله تطرقا خلاله الى الأوضاع المستجدة على الساحة العربية، وجهود تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.