strong>رغم التشنُّج الواضح في الخطاب الأميركي تجاه إيران بشأن تطورات ملفها النووي و«تدخلها في العراق»، تندفع طهران بقوة في خطاب المواجهة، عبر خطّين: الأول، تعزيز قدراتها النووية بزيادة أعداد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. والثاني، محاربة «خونة الداخل» الذين سلّموا معلومات للغرب، عن البرنامج النووي
كشف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن أن إيران حقّقت هدفاً مقرراً بتركيب ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم وتشغيلها.
وقال نجاد، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء «فارس» إلإيرانية امس، إن إيران «شغلت أكثر من ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي وتنصب كل أسبوع سلسلة جديدة» من 164 جهازاً، مضيفاً «إنها (القوى العالمية) تعتقد أنه مع صدور كل قرار ستتراجع الأمة الايرانية عن موقفها، لكن الأمة الإيرانية تقدم بعد كل قرار إنجازاً نووياً آخر».
من ناحية ثانية، انتقد نجاد، الايرانيين الذين «خانوا» الملف النووي وسلّموا، حسب قوله، أسرار هذا البرنامج الى دول أجنبية وأيدوا العقوبات المفروضة على ايران.
ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية «اسنا» عن نجاد قوله أمام طلاب اسلاميين، «هناك شخص أعطى معلومات الى الاجانب وشجعهم على تبنّي قرارات أشد قسوة» ضد ايران، من دون أن يكشف عن هوية هذا الشخص.
كذلك انتقد نجاد شخصاً آخر لم يكشف عن هويته «يزور دول الخليج الفارسي» لتشجيعها على «عدم التعاون مع الحكومة» الايرانية.
وفي السياق، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، محمد علي حسيني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن تنفيذ البروتوكول الإضافي (الذي ينص على تفتيش مفاجئ للمنشآت النووية الإيرانية) كان في السابق «خطوة طوعية من جانب إيران»، مضيفاً أن تنفيذ هذا البروتوكول بحاجة إلى قرار من مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) و«استناداً إلى قرار آخر صدر عن المجلس، فإنه طالما لم تتم إحالة قضية إيران النووية من مجلس الأمن الى وكالة الطاقة لدراسته، فإن طهران لن تقوم بأي إجراء طوعي بما فيه تنفيذ البروتوكول».
في هذا الوقت، نقلت وكالة الانباء الاسلامية «إرنا» عن حسيني قوله، رداً على سؤال بشأن تصريح بوش عن «الهولوكوست النووية» في حال امتلاك إيران للقنبلة النووية، إن «إيران أعلنت مراراً أنها لن تهاجم أي دولة، بل كانت ضحية للعمليات الإرهابية والحرب المفروضة التي شنّت بدعم من أميركا».
أما وزير الخارجية منوشهر متكي فقال من جهته، إن إيران لا تزال تثق في أن روسيا ستستكمل بناء المفاعل النووي الإيراني في مدينة بوشهر جنوب إيران، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر» للأنباء.
وفي السياق، قال المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، إن اتفاق التعاون الذي أبرمته إيران مع الوكالة في آب قد يكون آخر فرصة أمام طهران لكشف جميع الحقائق المتعلقة ببرنامجها النووي، مضيفاً «لا بد أن يصبح بمقدورنا حتى تشرين الثاني أو كانون الأول حدّاً أقصى، معرفة ما إذا كانت طهران ملتزمة بالوعود التي قطعتها على نفسها».
ودعا البرادعي إلى عدم تشديد العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران خلال «الفترة التجريبية»، محذراً بشدة الولايات المتحدة وإسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لإيران. وقال «قد تدمّر هذه الضربة جزءاً كبيراً من المنشآت النووية الإيرانية، لكن مثل هذا الشيء جدير بأن يشعل حريقاً شاملاً مخيفاً في المنطقة، وسيعزز بكل تأكيد تلك الدوائر الإيرانية التي تؤيد صناعة قنبلة نووية».
إلى ذلك، كشفت صحيفة «صنداي تايمز» الصادرة أمس، أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» وضعت خططاً لشن هجمات جوية هائلة على 1200 هدف في إيران لإبادة القدرات العسكرية الإيرانية خلال ثلاثة أيام.
ونسبت الصحيفة إلى مدير قسم الأمن القومي والإرهاب في مركز نيكسون، أليكس ديبات، قوله «إن مخططي الجيش الأميركي لا يُعدّون لغارات طفيفة مزعجة على المنشآت النووية في إيران، بل لضربات هائلة تزيل القدرات العسكرية الإيرانية بأكملها».
( أ ف ب، مهر، أ ب،
رويترز، د ب أ، يو بي آي، إرنا)