شكّك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس بإمكان التوصّل إلى اتفاق إطار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يلتقيه خلال أيام، قبل مؤتمر السلام الدولي المقرّر في الخريف المقبل، في وقت بدأ فيه مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط طوني بلير جولة عربية تحضيراً للمؤتمر المرتقب.وقال أولمرت أمس إنه يأمل في التوصل إلى تفاق مع الفلسطينيين في شأن مبادئ قيام دولة فلسطينية، لكن من غير الواضح إن كان هذا سيتسنى قبل المؤتمر في تشرين الثاني.
وأضاف للصحافيين: «أعقد اجتماعات مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن (محمود عباس) وأرجو أن يؤدي هذا في المستقبل القريب إلى إعلان مشترك». وتابع: «إذا أمكننا وضع مسودة بحلول تشرين الثاني، فسيحدث هذا. لكني لست متأكداً إن كنا سنتمكن من ذلك».
وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس أن عباس وأولمرت سيجتمعان مجدداً «خلال الأيام المقبلة». وسيكون هذا اللقاء هو الثالث منذ 6 آب الماضي. وفي السياق، حذّر رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، ومسؤول التعبئة والتنظيم في حركة «فتح» أحمد قريع من وقوع كارثة ونكسة إذا فشل اللقاء الدولي المقبل.
وقال قريع، عقب لقائه رئيسة الحزب الاشتراكي السويدي منى سالين في رام الله أمس: «تحدثنا عن الوضع السياسي، ونحن نريد لقاء يخرج عنه نتائج، لأن أي لقاء يحدث ويفشل سيسبب كارثة ويجب دعوة جميع الأطراف العربية المعنية إلى هذا المؤتمر»، مشدداً على أنه «إذا عقد اللقاء ولم يخرج بنتيجة، فسيشكل نكسة، لذا يجب الإعداد جيداً لهذا المؤتمر».
في هذا الوقت، واصل المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مباحثاته أمس في إسرائيل، حيث التقى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، معلناً أنه «لن يُسمح بفشل المؤتمر الدولي حول السلام».
أما ليفني فقالت من جهتها إن إعلان المبادئ، الذي تعده إسرائيل والسلطة الفلسطينية، «سيعكس الأرضية المشتركة» بين الجانبين. وأضافت: «أعتقد أن هناك أرضية مشتركة».
إلى ذلك، بدأ طوني بلير أمس زيارة إلى جدة «لدفع الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي». والتقى بلير الملك السعودي عبد الله في قصره في جدة، حيث «جرى خلال الاستقبال بحث تطورات عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
وقال المتحدث باسم بلير، ماثيو دويل، إن رئيس الوزراء السابق «كان سعيداً بالحديث مع السعوديين مباشرة عن الوضع الفلسطيني».
يشار إلى أن بلير استهل أول من أمس جولته الشرق أوسطية في الكويت، ومن المقرّر أن ينتقل إلى مصر والأراضي الفلسطيني وإسرائيل. وقال المتحدث باسمه إن بلير سيجري خلال الرحلة «مناقشات مفصلة مع الإسرائيليين والفلسطينيين بخصوص مجموعة من الموضوعات الاقتصادية والأمنية. ثم سينتهز فرصة مناقشات نيويورك في نهاية الشهر لطرح تصوره المبدئي».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)