باريس ــ بسّام الطيارة
استبدل المؤتمر الصحافي الذي كان مقرّراً أن يعقده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والملك الأردني عبد الله الثاني، بعد لقائهما في الإليزيه أمس، ببعض الكلمات أكّدا فيها تقارب وجهات النظر بينهما في ما يتعلّق بملفّات المنطقة بشكل عام.
وبعد وصفه اللقاء بأنّه «مثمر جداً»، قال عبد الله إنّ المباحثات تناولت أمور «الاهتمامات المشتركة والعلاقات الثنائية والتحدّيات التي تواجه المنطقة». وبحسب بعض المقرّبين من المحادثات، فإنّها تركّزت على «عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعلى لبنان ومستقبل المنطقة»، وشدد ملك الأردن خلالها على أنّ تقارب وجهات النظر مع ساركوزي يعود إلى اللقاء الأوّل الذي جمعهما في باريس في ٤ تمّوز الماضي.
ومن جهته، أعرب الرئيس الفرنسي عن «سعادته» باستقبال الملك، ورأى أن العلاقة بينهما «علاقة صداقة وثقة» وأنّ باريس وعمّان ترغبان بالعمل «يداً بيد»، مشيراً إلى «وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين» وأنّهما قاما بـ«جولة أفق واسعة حول الملفات السياسية في المنطقة».
وتقول مصادر فرنسيّة مقرّبة من ملفات الشرق الأوسط إنّ الدعوة التي وجّهها الرئيس الأميركي جورج بوش إلى عقد مؤتمر دولي حول حل النزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي في الخريف المقبل، كانت المحور الأساسي للمباحثات بين الزعيمين، وأنّهما تطرّقا إلى «فكرة الكونفدرالية الفلسطينية ـــــ الأردنية»، رغم تصريحات عديدة لمسؤولين أردنيين بأنّ «الحديث عن الكونفدرالية أمر سابق لأوانه».
وكان الملك الأردني قد أوضح في حديث لصحيفة «لو موند» الفرنسية أمس أنّ «مشروع الكونفدرالية الأردنية ـــــ الفلسطينية القديم قد عاد إلى التداول في واشنطن». وقال: «بما أن واشنطن تتحدّث بالأمر، فإن هذا يعني أن الفكرة أتت من تل أبيب»، مستطرداً بأنّه «لا يعرف مع من عليه إنشاء كونفدرالية» لأنّه يجب إنشاء دولة فلسطينية قبل الحديث عن كونفدرالية.
وقيادة ساركوزي لفرنسا يمكن أن تسهم في «تقارب بين إسرائيل والعرب»، بحسب حديث عبد الله، الذي تساءل: «هل يوجد أفضل من الصديق لتمرير الرسائل للإسرائيليين؟» في إشارة إلى الصداقة بين ساركوزي وزعماء تل أبيب.
كما أكّد الملك الأردني، في المقابلة نفسها، أنّ المؤتمر الدولي «مفتوح فقط للمؤسّسات المرتبطة بالدول»، نافياً أن «تُوجه الدعوات للأطراف السياسية»، ومشيراً إلى أنّ حركة «حماس» «لا يمكنها أخذ قرارات مستقلة» وأن وجود رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، في دمشق «هو في رأيي لتلقّي أوامر من إيران».
وشدّد عبد الله على أنّ «المسألة الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية لم تعد مشكلتنا الصغيرة الوحيدة». وقال إنّ «على إسرائيل أن تفهم أنّها متورّطة في مسائل أخرى في المنطقة»، مشيراً بالتحديد إلى «لبنان وسوريا والعراق وإيران»، وهنا يكمن الجديد في خطاب الملك الأردني، بحسب المراقبين.