في يومه الثاني من زيارته إلى الخرطوم التي تستمر 6 أياّم ، توجّه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، في محاولة للإسراع بتنفيذ اتّفاق السلام الذي وقّعته أطراف النزاع عام 2005.وحثّ بان أوّل من أمس الرئيس السوداني عمر البشير، الذي التقاه في عشاء عمل، على السعي من أجل وقف إطلاق النار والمساعدة على نشر القوّة المختلطة من الأمم المتحدة والاتّحاد الأفريقي وقوامها 26 ألف جندي.
ونقل الأمين العام، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة الإقليم الجنوبي سلفا كير ميارديت في جوبا أمس، موقف الرئيس السوداني من مطالبه قائلاً إنّه «أعرب عن استعداد حكومته لتقديم كلّ الدعم اللازم في المجالين الإداري وفي الإمداد والتموين في ما يتعلّق بالقوّات المختلطة والتزامه الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي 1769» المتعلّق بنشر القوّات الهجينة.
وأعلن بان موافقة البشير على الإفراج عن القيادي في حركة تحرير السودان (جماعة متمرّدة في دارفور) سليمان الجاموس المحتجز في مستشفى تابع للأمم المتحدة جنوب غرب البلاد.
وردّ البشير على طلب بان بالدعوة إلى وقف إطلاق النار بالقول إنّه «يؤيّد الفكرة، لكن القوّات الحكومية بحاجة إلى الدفاع عن نفسها إذا تعرّضت للهجوم».
كما بحث الجانبان الاجتماعين المرتقبين بشأن دارفور، الأوّل في نيويورك يوم 21 أيلول، والثاني في تشرين الأوّل المقبل، لنحو 8 جماعات متمرّدة في الإقليم مع الحكومة.
ووافق البشير على تعيين الدبلوماسي الباكستاني أشرف جهانجير قاضي مبعوثاً خاصاً للأمين العام في السودان.
ويشغل القاضي حالياً منصب مبعوث الأمم المتحدة لدى العراق، وهو حلّ مكان يان برونك الذي طرد منذ عام بعد أن كتب مقالاً على موقع على شبكة الإنترنت يقول فيه إنّ الجيش السوداني خسر معركتين، وإنّ الروح المعنوية لديه منخفضة.
وأشاد الأمين العام بالمهارات الدبلوماسية «المتنوعة والهائلة» لقاضي، الذي يريد منه أن يسهم في إحلال الأمن والسلم في السودان.
ويزور بان اليوم مخيمات اللاجئين في «دارفور».
وأوضح دبلوماسي من الأمم المتحدة يشارك في الجولة أنّه توجد «علامات مثيرة للقلق» في شأن تنفيذ اتفاق السلام، من ضمنها التأخير في الانسحاب الموعود للقوّات الحكومية من الجنوب، وخاصة مناطق النفط، لكن «هناك الحاجة إلى شخص يعطي دفعة إلى الأمام». وحثّ الجنوب والشمال على «عدم تفويت الفرصة».
وكان من المفترض أن يقوم الجيش السوداني بالانسحاب من الجنوب في 9 تموز الماضي بحسب اتفاق السلام لكنّه لم يلتزم.
وينصّ اتفاق السلام على اقتسام السلطة والثروة بين الشمال والجنوب وإجراء انتخابات ديموقراطية عام 2009. ويمنح جنوب السودان حق تقرير المصير في استفتاء يُجرى عام 2011.
إلى ذلك، قال المستشار الرئاسي محجوب فضل إنّ الرئيس السوداني يعتزم القيام بأوّل زيارة له إلى الفاتيكان منذ توليه السلطة عام 1989 في أواسط الشهر الجاري، مضيفاً أنّ الرئيس سيلتقي البابا بنديكت لمناقشة مبادرة سودانية للحوار بين الأديان والجهود الرامية لإحلال السلام في «دارفور»، ومشيراً إلى أن الزيارة ستستمر 3 أيّام.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)