بغداد، نيويورك ـ الأخبار
6 قتلى أميركيين... وشخصيات عراقية تطالب بوش بدعم علّاوي لرئاسة الوزراء

للمرّة الأولى منذ بدء الأزمات الحكومية في عهد نوري المالكي، اعترف رئيس الوزراء بنيّته تأليف حكومة جديدة من التكنوقراط، في وقت استبق قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق، الجنرال دايفيد بيترايوس، موعد العاشر من أيلول الجاري الخاص بتقديم تقريره المنتظر إلى الإدارة الأميركية والكونغرس، معلناً للمرة الأولى أنه سيوصي بالبدء بخفض قوات بلاده ابتداءً من شهر آذار المقبل.
واجتمع المالكي أمس في النجف مع المرجع آية الله علي السيستاني. وقال، للصحافيين بعد اللقاء، إنه بحث معه إمكان تأليف حكومة جديدة «قائمة على أساس التكنوقراط لا حكومة طوارئ». وأضاف أنه عرض على السيستاني أسماء الوزراء الجدد الذين رشّحهم لشغل المناصب.
ومنذ استقالة الوزراء المنتمين إلى كتل «التيار الصدري» و«جبهة التوافق العراقية» و«القائمة العراقية الموحّدة»، لمّح المالكي مراراً إلى أنه ينوي ملء الفراغ الحكومي. وصرّح مستشاروه بأنّ فكرة تغيير شامل باتجاه تشكيلة من وزراء تكنوقراط غير متحزّبين واردة في حسابات رئيس الحكومة. غير أنّ كلام المالكي بوضوح عن هذا التغيير الشامل واستمزاج رأي السيستاني في الموضوع، يُعَدّ مؤشّراً جدّياً إلى قرب موعد الخطوة المذكورة، وهو يأتي غداة إطلاق الحكومة لاستراتيجية شاملة تحت عنوان «العراق أوّلاً»، والتي تتضمّن أهدافاً سياسية وأمنية واقتصادية «تأخذ بعين الاعتبار علاقات طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الأميركية».
ونقل المالكي عن السيستاني «دعمه وتأييده للاجراءات التي تتخذها الحكومة في المجال الأمني وفي المجالات السياسية». إلا أنّ مسؤولاً في مكتب السيستاني رفض التعليق على ما دار في الاجتماع، واكتفى بالقول إن السيستاني بدا بعد مغادرة المالكي لمنزله «في حال ارتياح كاملة».
وعن لقائه الأخير بالرئيس الأميركي جورج بوش، قال المالكي إنّه لم يحمّله رسالة خاصّة إلى السيستاني، وإنّ الرئيس الأميركي جدّد الدعم لحكومته «بعدما حقّقت تقدماً في مشروع المصالحة الوطنية».
من جهته، كشف بيترايوس، في مقابلة أجرتها معه محطة «أي بي سي نيوز» الأميركية من بغداد أوّل من أمس، عن أنه سيضمّن تقريره، الذي سيقدّمه الأسبوع المقبل، توصية بخفض عدد القوات الأميركية التي يقودها في بلاد الرافدين بدءاً من شهر آذار المقبل.
وقال بيترايوس إن «ثمة حدوداً لطاقات جيشنا، لذلك فإنّ توصياتي ستأخذ بالاعتبار الجهد الذي طُلب من قواتنا والإجهاد الذي أصابها». ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كان الوجود العسكري الحالي في العراق سيُخفَّض بحلول آذار 2008، قال: «حساباتكم تبدو صحيحة»، لكنه لم يستبعد أن تستمرّ «عمليات مكافحة المتمردين التقليدية» لمدة عقد من الزمن.
وليس واضحاً ما إذا كانت تصريحات الجنرال الأميركي هي أحدث إشارة إلى أن القادة العسكريين يعتقدون بأن قرار بوش إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى العراق، منذ أوائل العام الجاري، قد دعّم بالفعل الأمن بما يكفي لطلب خفض مستويات القوات، أمّ أنّ ذلك يُعدّ رضوخاً للضغوط التي تتعرّض لها الإدارة الحالية سياسياً وشعبياً لجدولة الانسحاب من المستنقع العراقي.
في هذا الوقت، ذكر بيان لـ«جبهة الحوار الوطني» بزعامة صالح المطلك أن «أكثر من 100 شخصية عراقية، بينها عشرات النواب من مختلف الكتل البرلمانية، وجّهت رسالة إلى بوش طلبت فيها دعمه لتأليف حكومة جديدة برئاسة إياد علاوي بديلاً عن المالكي، الذي وصفه البيان بأنه «تابع للنظام الإيراني».
كما تلقّى رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني أمس رسالة من علاّوي طلب فيها استبدال النائب عن «القائمة العراقية الموحّدة» والرئيس الأوّل للبلاد في حقبة الاحتلال، غازي عجيل الياور، بأخيه أنور، لأسباب تتعلّق بوضعه الصحي.
إلى ذلك، أعلن وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد الحاج حمّود أمس أن مؤتمراً دولياً بشأن العراق سيُعقَد في بغداد خلال الأسبوع المقبل، وأنّ ممثلين عن دول الجوار ومصر والبحرين وجامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي، بالإضافة إلى الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن الدولي والدول الصناعية سيشاركون فيه. وأشار إلى أن المؤتمر «سيبحث التحضير لمؤتمر وزارء خارجية دول الجوار الذي سيُعقد في اسطنبول قبل نهاية العام الجاري».
وفي السياق، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مندوباً دائماً له في بغداد، هو ستيفان ديميستورا، الذي عمل في بعثة الأمم المتحدة في العراق وفي لبنان، ليحلّ مكان أشرف جهانجير قاضي الذي عُيِّن بدوره مبعوثاً في السودان.
وأكّدت المتحدثة باسم بان، ميشال مونتاس، لـ«الأخبار» أمس، أنّ التعيين جاء بعد التشاور مع الحكومة العراقية وموافقتها. وكان المندوب الأميركي لدى المنظّمة الدولية زلماي خليل زاد، قد أكّد في وقت سابق لـ«الأخبار» أنه يفضّل تعيين ديميستورا لهذا المنصب، «نظراً لكفاءته وخبرته في العراق».
وفي محافظة البصرة، وقّعت الحكومة العراقية أمس وثيقة تسلّم القصر الرئاسي مع الحكومة البريطانية بعد انسحاب قواتها منه قبل أيام. وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية نسبت أمس إلى نائب قائد القوات الأميركية، ريمون أوديرنو، قوله إنّ بلاده وضعت خططاً طارئة لإرسال وحدات إلى المحافظة،إذا قرّر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون سحب جنوده حتّى من القاعدة الجوية الواقعة في المطار.
كذلك نفى رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح، في تصريحات صحافية نُشرت أمس، إمكان انتقال قوات بريطانية من جنوب العراق إلى الكويت، حيث يتمركز 15 ألف جندي أميركي.
ميدانياً، قال الجيش الأميركي إن 6 من عناصره قُتلوا في غرب وشرق بغداد أمس، وإنّ فرقة من جنوده اعتقلت في مدينة كربلاء أمس أحد أبرز المطلوبين لصلاته بضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني. كذلك قُتل أمس نحو 20 عراقياً، 13 منهم في تفجير استهدف مدينة الصدر.