تعهّد الرئيس الأميركي جورج بوش، في سيدني أمس، بأنّه «سيصمد» في العراق الذي يشهد «ما يكفي من التحسّن لتوفير المستوى نفسه من الأمن بعدد قوّات أقلّ» من الجيش الأميركي، وجدّد دعمه لرئيس الوزراء الأوسترالي جون هوارد ووعده بعدم «إسقاطه من الحساب». مواقف أطلقها سيّد البيت الأبيض خلال لقائه السياسي الأوسترالي على هامش التحضير لقمّة «المنتدى الاقتصادي لآسيا ـــــ المحيط الهادئ» (أبيك) في نهاية الأسبوع الجاري، فيما يتزايد التركيز على مسألة الاحتباس الحراري التي وضعها هوارد في مقدمة جدول أعمال القمّة، التي يمكن أن تخدع مضيفها وحساباته الانتخابيّة إذا لم يتوصّل زعماء الدول الـ21، التي تمثّل ثلث سكان العالم، وأكثر من 60 في المئة من الناتج القومي العالمي، إلى إجماع على مقرّراتها في الجلسة الختاميّة الأحد المقبل.وبعد المباحثات التي أجراها مع هوارد وتمحورت حول العراق وعملية السلام في الشرق الأوسط والبرنامج النووي في كل من إيران وكوريا الشمالية والتجارة والتغيّر المناخي، رفض بوش تأكيد ما إذا كان أيّ انسحاب من بلاد الرافدين سيندرج ضمن استراتيجيته الجديدة إثر تقديم تقرير قائد قوّات الاحتلال في العراق الجنرال دايفيد بيترايوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر. وقال: «من المهم برأيي من أجل أمن أميركا وأمن أوستراليا أن نصمد هناك مع العراقيين وأن نساعدهم».
وشدّد بوش على أنّه سيكون من الخطأ حرمان هوارد من الفوز في الانتخابات المقبلة. وقال: «كما أتذكر، إنّه من النوع الذي يشبهني. كلانا خاض الانتخابات ولم نكن في مقدمة استطلاعات الرأي وفزنا».
أمّا هوارد، وهو من آخر حلفاء بوش في العراق ويواجه معارضة داخليّة متزايدة واستطلاعات للرأي مخيّبة تسبق الانتخابات العامّة في نهاية العام الجاري، فقد أوضح من جهته أنّ «التزامنا حيال العراق باقٍ»، متعهّداً عدم تخفيض القوّات الأوسترالية أو سحبها. بيد أنّه ألمح إلى أنّه «مع الوقت» قد تتحوّل هذه القوات، البالغ عديدها 1500 عنصر، من عمليات مقاتلة إلى مهام تدريبية للقوّات العراقيّة.
وفي ملفّ الاحتباس الحراري، وصف بوش القول إنه غير مهتم بظاهرة التغيّر المناخي بأنه «خرافي ومنافٍ للعقل». وهاجم الدول الأوروبية التي تثير ضجة كبيرة بشأن الالتزام بـ«بروتوكول كيوتو» للحد من الانبعاثات الغازية. كذلك رفض حديث نائب وزير الخارجية الأميركي السابق، ريتشارد أرميتاج، الذي قال لصحيفة «ذا أوستراليان» الاثنين الماضي إنّ «بوش أهمل آسيا بسبب انشغاله بملف العراق، ما سمح بتنامي نفوذ الصين».
(أ ب، يو بي آي، رويترز)