يبدو أنّ الهدوء العسكري الذي يسيطر على السياسة الدولية الصينية، يُعَوَّض عنه بحروب قرصنة إلكترونية تخوضها بكين ضدّ منافسيها السياسيين والاقتصاديين والعسكريين؛ فبعد نحو أسبوع على إعلان الحكومة الألمانية أنّ مواقعها الإلكترونية الرسمية قد تعرّضت لتجسّس من الجيش الصيني، أُعلن خلال اليومين الماضيين أنّ الأمر نفسه حصل بالنسبة إلى المواقع الخاصّة بوزارات بريطانية وأميركية مهمّة للغاية.وكشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية الصادرة أمس أن قراصنة صينيّين يُعتقَد أنّ بعضهم ينتمون إلى جيش التحرير الشعبي، اخترقوا شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة البريطانية.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤوليين بريطانيين قولهم «إن هؤلاء اخترقوا شبكة وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات الكبرى»، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع البريطانية رفضت تأكيد ما إذا كانت شبكتها قد تعرّضت فعلاً للاختراق. وأضاف المسؤولون أن حادثاً مماثلاً وقع العام الماضي وأدّى إلى إغلاق جزء من نظام الحاسوب في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، وتبيّن أنه من عمل عصابة صينية منظّمة من قراصنة الكمبيوتر، مرتبطة بالجيش.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الصينية ورئيس برنامج أمن آسيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة أليكس نيل قوله «إن هجمات الكمبيوتر من الصينيين تجري منذ أربع سنوات على الأقل، وتعكس استراتيجية جديدة لجيش التحرير الشعبي الصيني، تعتمد على مهاجمة نقاط التقاطع في أنظمة الحاسوب المستهدفة بهدف شلّها نهائيّاً». ورأى نيل أنّ هذه «الحرب» تمثّل «نقطة ضغط قوية ضدّ بريطانيا»، تهدف إلى إحداث شلل تام عند الخصم في مجال حصيلة المعلومات المخزّنة في نظامه الإلكتروني.
وكانت صحيفة «فاينانشال تايمز» نقلت يوم الاثنين الماضي عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إنّ الجيش الصيني استطاع في شهر حزيران الماضي أن يخترق المعلومات السرية الموجودة على الموقع الرسمي للوزارة، ما أجبر المسؤولين الأميركيين على اتّخاذ إجراءات حماية استثنائية للوقاية من هذا الاختراق الذي وصفه هؤلاء بأنه «الأخطر» الذي تتعرّض له الولايات المتحدة على صعيد القرصنة المعلوماتية.
واعترف البنتاغون بأنّ التجسّس الصيني أدّى إلى خلل كبير في النظام الإلكتروني وإلى تعطيل جزء كبير منه وإلى إيقاف العمل مؤقّتاً بالنظام الذي يستخدمه وزير الدفاع روبرت غيتس.
(الأخبار)