غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

«فتـــح» تحشـــد لصـــلاة الجمعـــة اليـــوم... وبليــر يعـــد عبّـــاس بـ«ترفيـــه» الضفّـــة


استشهد عشرة فلسطينيين، أمس، في غزة، ستة منهم خلال تنفيذ عملية فدائية على موقع إسرائيلي على أطراف القطاع، حيث استمرت التحضيرات لـ«الصلاة السياسية» الثالثة مع تجديد «فتح» الدعوة لأنصارها إلى التجمّع اليوم في الساحات العامة وأمام المساجد، وهو ما واجهته «حماس» والقوة التنفيذية التابعة لها، بتجديد منع الصلوات السياسية.
في هذا الوقت، استمرت التحضيرات للمؤتمر الدولي للسلام المرتقب عقده في تشرين الثاني المقبل، فالتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مبعوث اللجنة الرباعية للسلام طوني بلير، الذي وعد بالعمل لتخفيف الضغوط الإسرائيلية في الضفة الغربية، فيما دعا الملك الأردني عبد الله الثاني الولايات المتحدة إلى «إلقاء ثقلها» لإنجاح المؤتمر.
واستشهد نحو ستة مقاومين فلسطينيين في عملية فدائية استهدفت أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية شرق مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة، فيما تمكن استشهادي سابع من العودة سالماً.
وقالت مصادر في المقاومة الفلسطينية إنّ مجموعة مكونة من سبعة فدائيين من «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، و«كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، نفذت عملية مشتركة بواسطة سيارة نقل كبيرة (شاحنة)، وسيارة رباعية الدفع (جيب)، ضد موقع عسكري إسرائيلي، على خط التحديد الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 1948، ما أدى إلى استشهاد كل من: طلعت محمد الخطيب، محمد عدنان الهسي، مصطفى سعود اللبابيدي، نظير وليد مشتهى، حمزة محمد نصر ومحمود سفيان سلامة.
وتضاربت المعلومات في شأن نتائج العملية؛ ففي حين قالت مصادر في «كتائب شهداء الأقصى» إن المقاومين نجحوا في إيقاع خسائر بشرية في صفوف جنود الاحتلال، قال مسؤول في شهداء الأقصى إن هناك معلومات تؤكد سقوط ثلاثة جنود إسرائيليين بين جريح وقتيل. إلا أن مصادر عسكرية إسرائيلية نفت ذلك، وقالت إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت الشاحنة بينما كانت في طريقها لاقتحام الموقع العسكري، ما أدّى إلى استشهاد الفلسطينيين الستة. وقال الجيش الإسرائيلي إن التحقيق يؤكّد أن الفلسطينيين حاولوا تنفيذ عملية اختطاف جندي، لكنهم لم ينجحوا.
وكانت الدبابات الإسرائيلية قد أطلقت، في وقت سابق، قذيفتين مدفعيتين باتجاه عدد من المقاومين الفلسطينيين خلال تصديهم لعملية التوغل الإسرائيلي في منطقة القرارة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم. وبحسب المصادر نفسها، فإن الشهداء هم: الناشط في «كتائب القسام» محمد عبد الفتاح العبادلة (30 عاماً)، والناشطان في «سرايا القدس» غسان مصطفى السقا (24 عاماً)، وخطاب أبو لبدة (27 عاماً). كما استشهد الشاب محمد بركة (24 عاماً) في قصف مدفعي خلال عملية التوغل الإسرائيلي في منطقة القرارة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تساندها نحو 13 دبابة وآلية عسكرية، وبغطاء جوي من الطائرات الحربية الإسرائيلية، قد توغلت فجر أمس في منطقة القرارة انطلاقاً من معبر «كيسوفيم» العسكري.
وتزامنت الاعتداءات الإسرائيلية مع استمرار إضراب القطاع الصحي عن العمل في المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع، احتجاجاً على ما اعتبروه «سياسة الإقصاء الوظيفي والتدخل في عمل الأطباء من قبل حركة حماس». واعتبر المتحدث باسم «حماس» في مدينة خان يونس حماد الرقب «إضراب الأطباء عن العمل في مستشفى ناصر خيانة للمجاهدين والمواطنين».
من جهة ثانية، جدّدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية دعوتها إلى أهالي قطاع غزة للمشاركة في صلاة الجمعة في الساحات العامة، معلنة رفضها لقرار الحكومة المقالة بمنعها.
وقالت الفصائل، في بيان، «في الوقت الذي أكدنا فيه رفضنا لاستغلال المساجد كمنابر للتحريض ضد المناضلين من أبناء شعبنا بتكفيرهم وتخوينهم، فقد دعونا جماهير شعبنا احتجاجاً على هذا النهج الذي تمارسه حركة حماس للصلاة في الساحات العامة والشعبية».
في المقابل، دعت «حماس» جميع فئات الشعب الفلسطيني للخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة من كل مناطق ومساجد قطاع غزة لرفض ما سمته «عودة الفلتان الأمني» إلى القطاع.
وقال الناطق باسم «العمل الجماهيري» في الحركة، أشرف أبو دية، إن «الهدف الرئيسي من هذه المسيرات هو بيان موقف الحركة والشعب الفلسطيني من الدعوات الهادفة إلى عودة نار الفلتان الأمني لقطاع غزة والتي كان آخرها عبر الصلوات المسيّسة وما يتبعها من أعمال شغب، والتي هدفها تأجيج الساحة الداخلية وإرباكها بعد الحسم العسكري».
إلى ذلك، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام طوني بلير، الذي التقاه أمس في رام الله، إلى الضغط على إسرائيل من أجل تخفيف القيود الأمنية في مدن الضفة الغربية.
وقال مسؤول في مكتب عباس، لـ«الأخبار»، إن «بلير وعد عباس بالعمل على ترفيه الضفة الغربية ونشلها من الأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة التي تعيشها نتيجة الممارسات الإسرائيلية اليومية على أراضيها».
وقال مسؤول دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، «إن اللقاء الثنائي تناول عدداً من القضايا المتعلقة بالمحادثات الجارية بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في الجانب السياسي».
وفي عمان، أعرب الملك الأردني عبد الله الثاني عن أمله في أن يكون المؤتمر الدولي «خطوة إلى الإمام لتحقيق السلام المنشود»، وحث الإدارة الأميركية على الإلقاء بثقلها لضمان نجاح اللقاء الدولي.
وقال بيان للديوان الملكي، صدر في أعقاب لقاء عبد الله الثاني ومساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ولش، إن الملك الأردني شدد على ضرورة تكثيف الجهود والتحركات الدبلوماسية في المنطقة خلال المرحلة المقبلة لتهيئة الأجواء الضرورية اللازمة لعقد اللقاء الدولي.