القاهرة ــ الأخبار
«انتحار» أمين حزب «الغد» في سجنه

أعلنت مصر أنها أجرت أمس اتصالات مكثَّفة مع ليبيا للوقوف على مبررات إقدامها فجأة أول من أمس على منع دخول العمالة المصرية إلى أراضيها، فيما قالت مصادر عربية إن الإجراء الليبي يأتي على خلفية استياء الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من تأخر الإعداد لزيارة كان مقرراً أن يقوم بها الى القاهرة خلال اليومين المقبلين.
وبعد أقل من أسبوع على تعرض عمال مصريين في ليبيا لانتقام قبيلة ليبية في بني وليد شرقي طرابلس، بسبب مشاجرة فردية، فاجأت طرابلس القاهرة بفرض شروط عمل جديدة تمنع غير المتعاقدين على العمل في سوق العمل الليبية من الدخول إلى أراضيها.
وقالت مصادر حدودية، لـ«الأخبار»، إن المئات من الرعايا المصريين المتوجِّهين إلى ليبيا منعوا من دخولها بسبب هذه الإجراءات المفاجئة بعدما أغلقت الحدود من الجانب الليبي أمامهم.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، قد أعلن في بيان رسمي، أن وزارة الداخلية الليبية «أصدرت تعليمات جديدة لتنظيم دخول المصريين إلى ليبيا عبر منفذ السلوم البري» وبدأ تنفيذ هذه التعليمات ابتداءً من مساء أول من أمس. وأضاف أن «وزارة الخارجية المصرية تتابع اتصالاتها مع الجانب الليبي للوقوف على أبعاد هذه القواعد الجديدة ومدى تأثر العمالة المصرية بها ومدى تطابقها مع الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، كذلك يجري التنسيق مع وزارة الداخلية لتنظيم وصول المصريين إلى المعابر الحدودية بين البلدين لمنع الزحمة أو الاختناقات التي قد تنتج من تنفيذ هذه التعليمات».
وتنص الإجراءات التي بدأت السلطات الليبية بتطبيقها عملياً، بقصر الدخول إلى ليبيا على المصريين من أبناء محافظة مطروح الحدودية القريبة منها، أو حاملي عقود العمل الموثقة من القنصلية الليبية في القاهرة أو الإسكندرية، أو أصحاب المهمات الرسمية وزوجات الليبيين وأزواج الليبيات.
لكن وزيرة القوى العاملة والهجرة المصرية، عائشة عبد الهادي، أكدت في المقابل، احترام مصر الكامل والوزارة للقرارات والإجراءات التي تطبقها السلطات الليبية، موضحة أن العمالة المصرية الموجودة حالياً في ليبيا بخير، ولا مشاكل معها. وأشارت إلى أن هناك لجنة فنية تابعة لوزارة القوى العاملة والهجرة، تعمل بالتنسيق مع السلطات الليبية لقوننة أوضاع العمالة المصرية الموجودة حالياً على الأراضي الليبية والتي تعمل بالفعل.
يشار إلى أنه قد أعلن في القاهرة الشهر الماضي أن الرئيس المصري حسني مبارك سيقوم بزيارة إلى ليبيا الشهر الجاري، لكن موعداً رسمياً لم يتحدد بعد لهذه الزيارة.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان أمس، أن أمين حزب الغد، أيمن إسماعيل، انتحر في سجنه.
وكان اسماعيل ( 34 عاماً) مسجوناً في زنزانة انفرادية بعد صدور حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات باعتباره المتهم الثالث، وشاهد الإثبات الوحيد في قضية تزوير توكيلات الحزب، الذي يرأسه أيمن نور، المسجون بدوره في هذه القضية.
وجاء في بيان الداخلية، أن المتهم كان يمر بأزمة نفسية سيئة بعد صدور الحكم النهائي عليه، وأنه شنق نفسه بغطاء سريره.
من جهته، شدّد محامي نور، أمير سالم، في تصريحات لـ«الأخبار»، على أنه كان يُعدّ التماساً لنظر القضية برمّتها من جديد، اعتماداً على شهادة أيمن إسماعيل. وقد لمَّح سالم إلى احتمال وجود «شبهة جنائية» في الأمر.
كذلك لمحَّت مصادر داخل حزب الغد أيضاً، إلى وجود شبهة جنائية لأن الأمن نفسه اعتمد على شهادة إسماعيل في القبض على أيمن نور.