محمد بدير
بعد خطة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لتسوية الصراع مع الفلسطينيين، ورؤية وزير التهديدات الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان، التي تحدد قواعد التعامل معهم خصوصاً والعرب عموماً، جاء دور نائب رئيس الحكومة حاييم رامون، ليقترح وثيقة مبادئ ستحدد، كما يعتقد، للمرة الأولى في تاريخ الصراع قاعدة متفقاً عليها وملزمة لجوهر التسوية الشاملة.
وثيقة المبادئ الخاصة برامون، تتناول مباشرة قضايا الصراع الجوهرية الأربع وهي: الحدود، الأمن، القدس واللاجئون. وبحسب «يديعوت أحرونوت»، التي نشرت مضمون الوثيقة، فإن رامون مقتنع بأن خطته تلبي الاحتياجات السياسية لكل من رئيس الوزراء إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس وجمهورهما أيضاً. وفي ما يلي أهم ما جاء في الوثيقة:
ـ الحدود: يعتقد رامون بأن إسرائيل قد قررت حدودها في الضفة من اللحظة التي أقامت فيها الجدار الفاصل. هذا يعني أن 3 ـ 8 في المئة من أراضي الضفة سيُلحق بإسرائيل. وفي المقابل، يقترح رامون تعويض الفلسطينيين عن الأراضي التي سيفقدونها في الضفة بمساحة مماثلة داخل الخط الأخضر. وهو بذلك يضرب عصفورين بحجر واحد: من جهة يضم الكتل الاستيطانية في الضفة، ومن جهة ثانية يتخلص من عشرات آلاف من فلسطينيي 48.
كما يتحدث رامون عن ممر بري بين غزة والخليل، على أن يُحدد عرضه وفقاً لحجم المساحة التي ستحصل عليها إسرائيل في مقابل الكتل الاستيطانية.
ـ الأمن: يعيد رامون الاعتبار إلى خريطة الطريق من خلال القول إنه في اتفاق المبادئ سيلتزم الجانبان بعد التوقيع بالتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى منها. ووفقاً لذلك، سيكون الفلسطينيون ملزمين بنزع سلاح كل الفصائل الفلسطينية وفرض سلطة واحدة في المناطق الفلسطينية، بينما يجب على إسرائيل إخراج القوات الإسرائيلية من المدن الفلسطينية واستكمال الترتيبات الأمنية التي بلورها الجنرال الأميركي كيث دايتون وإخلاء كل البؤر الاستيطانية.
ـ القدس: يتبنى رامون المبدأ الذي وضعه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في كانون الثاني 2001: شرقي القدس يُقسم بين الدولتين. الأماكن التي يقطنها اليهود تبقى تحت السيادة الإسرائيلية، والأماكن التي يقطنها العرب تنتقل إلى السيادة الفلسطينية. في الحوض المقدس، أي البلدة القديمة ومحيطها، ستكون كل ديانة مسؤولة عن أماكنها المقدسة. لا تُرفع أعلام وطنية، لا إسرائيلية ولا فلسطينية.
ويقول رامون في مباحثاته مع الفلسطينيين إن إسرائيل ستقوم فور التوقيع على اتفاق المبادئ بتسليم السلطة الفلسطينية ثلاثة أحياء في أطراف شرقي القدس. ويقول رامون للإسرائيليين إن تسليم الأحياء يمكنه أن يُفرحهم: سيكون هناك عدد أقل من المستفيدين من مؤسسة التأمين، وقدر أقل من وجع الرأس الديموغرافي.
ـ اللاجئون: هذه المسألة هي الأكثر تعقيداً، كما يقول رامون لمحادثيه في الجانب الآخر. وثيقة المبادئ يجب أن تنص على أن حق العودة سيطبق في إطار الدولة الفلسطينية. إسرائيل لن تُدخل اللاجئين إلى حدودها إلا في إطار حصة ستتحدد كبادرة إنسانية. يتحدث عن ألف عائلة، ولكن العدد يمكن أن يتغير خلال المفاوضات. بالإضافة إلى ذلك سينشأ صندوق دولي لتمويل إعادة تأهيل اللاجئين، وإسرائيل ستكون شريكة في ذلك.