strong>حذّر الرئيس السوري بشار الأسد، خلال مقابلة مع شبكة «سي بي أس» الأميركية، من «شبح حرب أهلية» يخيّم على العراق، مشيراً إلى أن «الفوضى» فيه «معدية» ويمكن أن تنتقل بسهولة إلى بلاده
كرّر الرئيس السوري بشار الأسد نفيه الاتّهامات التي تطلقها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ضدّ «الدور السوري» في العراق، وخصوصاً سماح سوريا «للإرهابيين» باستخدام حدود بلادها كنقطة عبور إلى هذا البلد، مشيراً إلى أنه يدعم الولايات المتحدة «إذا كان نجاحها في العراق يعني استقرار هذا البلد وشعبه».
وفي مقابلة مع برنامج «أخبار المساء» الذي تقدّمه كاتي كوريك على شبكة «سي بي أس» الأميركية، من ضمن سلسلة تعدّها الشبكة عن العراق وسوريا، تساءل الرئيس السوري «ماذا يفعل هؤلاء الإرهابيون في العراق غير قتل المدنيين وخلق الفوضى؟ وما هي مصلحة سوريا في حصول الفوضى في العراق؟»، مشدداً على أنّ من مصلحة بلاده محاربة الفوضى «لأنّ دمشق تدرك بأنّ الإرهاب أمر معدٍ وستصل آثاره إلى سوريا».
وأضاف الأسد «إذا ساعدنا على الفوضى في العراق، فهذا يعني أننا نعمل ضد مصلحتنا. لذا، نقوم بأفضل ما يمكننا لضبط حدودنا، وذلك خدمة لنا وللعراقيين، وثالثاً للمنطقة بأسرها».
وحول ما إذا كان يعتقد أن أميركا نجحت في مهمّتها في العراق، قال الأسد إن «الأولوية بالنسبة لي الآن هي الاستقرار في العراق. لا يهم إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب اليوم أو غداً. إن أولويتي هي الشعب العراقي وبلدي. وبالطبع إذا كان النجاح يعني الاستقرار السياسي، فليست لدينا مشكلة في هذا الإطار، لأننا ندعم أي دولة في العالم بما فيها الولايات المتحدة للنجاح في العراق».
وأضاف الأسد، في رد على سؤال عما إذا كان يدعم قيام عراق ديموقراطي ومستقر، «بالطبع ندعم هذا التوجّه، لأنه مصلحة سورية وعراقية، ولأنّ سوريا ستعاني أولاً، ثم المنطقة ككل، وربما في وقت لاحق العالم أجمع إذا لم يحصل ذلك»، مشيراً إلى أنّ بلاده تدفع منذ عام 2003 ثمن الفوضى القائمة في العراق، ومتسائلاً عن السبب الذي قد يدفع حكومته على العمل ضدّ مصالحها؟
وعما إذا كان يدعم الجهود الأميركية للمساعدة على إقامة نظام ديموقراطي في العراق، أجاب الأسد «إذا أرادوا ذلك نفعل، لكنهم لا يفعلون ولا يبذلون الجهود في هذا السبيل ويكتفون بالكلام فقط على الجيش وعدد الجنود»، مستخلصاً بأنه لا توجد مسيرة سياسية جدية يدعمها الأميركيون لغاية الآن في بلاد الرافدين.
واستطرد الأسد قائلاً «نحن نتحدّث عن النتائج، والأمر يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وفي بعض الأحيان يتحسّن الوضع، لكن يعود ويسوء، فالتحسّن عابر واليوم الفوضى أصبحت أسوأ وعمليات القتل ازدادت عما كانت عليه في الفترات السابقة».
وسألته كوريك عن الإجراءات الأمنية التي تتّخذها بلاده في مطار دمشق الدولي، الذي يتعرّص للانتقادات الأميركية بسبب ما تقول واشنطن إنه «بوابة دخول الإرهابيين» الذين يتوجّهون إلى العراق، فأجاب إن «المشكلة ليست في المطار، وهذا زعم خاطئ أيضاً، لقد مضى على الأميركيين سنوات عديدة وهم يثيرون هذه المسألة»، ملاحظاً أنه «إذا أراد الإرهابيون القدوم إلى العراق، فليس عليهم فعل ذلك عبر المطار ويمكنهم اجتياز أي حدود كيفما كان وبأي وسيلة للذهاب إلى العراق».
ولدى إلحاح كوريك لمعرفة ما إذا كان يقصد بكلامه أنه ينفي علمه استخدام الإرهابيين لمطار دمشق للعبور إلى العراق، قال الأسد «لم أقل ذلك، فنحن اعتقلنا بعض الذين جاؤوا عبر مطار دمشق، لكن غالبية الإرهابيين يدخلون عبر المعابر غير الشرعية ونسعى جهدنا لاعتقالهم».
وحول الانسحاب الأميركي من العراق، جزم الأسد بأنه يتمنّى بشدّة أن يرى الانسحاب القريب، غير أنه رأى أنّ الطريقة والتوقيت هما مسألة عراقية «لا يمكننا تقرير ذلك كسوريا».
وأبدى الرئيس تخوّفه الكبير ممّا وصفه بأنه «شبح حرب أهلية بدأت منذ أربع سنوات في العراق».
(يو بي آي)