مع اقتراب موعدي العاشر من أيلول، تاريخ تقديم الجنرال دايفيد بيترايوس والسفير ريان كروكر تقريرهما عن الوضع في العراق الى الكونغرس، والحادي عشر منه، الذكرى السادسة لهجمات نيويورك وواشنطن، تزداد الهجمات النوعية على قوات الاحتلال الأميركي الذي خسر 7 من جنوده يوم أمس. وكشف مسؤولون أميركيون في واشنطن عن أن بيترايوس بات على استعداد لسحب لواء كامل من العراق في بداية 2008، على أن تليه انسحابات أخرى في الأشهر التالية، مرجّحين أن يأخذ الرئيس الأميركي جورج بوش بتوصيات جنرالاته بشأن الوضع هناك.
ونسبت صحيفة «واشنطن بوست» إلى مسؤولين في الإدارة قولهم إن بيترايوس «أشار إلى استعداده للأخذ في الحسبان خفض القوات عبر سحب لواء مؤلف من 3500 إلى4500 جندي أميركي من العراق في بداية العام المقبل»، مؤكّدين أنّ هذه النقطة ستكون مركزية في التقرير الذي سيقدّمه هو وكروكر يوم الاثنين المقبل. ورأى هؤلاء المسؤولون أن من غير المرجح أن يخالف بوش هذه التوصيات.
وأعلن الجيش الأميركي في العراق أمس، أن سبعة من جنوده قتلوا في هجومين منفصلين في محافظتي نينوى والأنبار، حيث يقول الاحتلال إنّه قضى مع عشائر المنطقة على تنظيم «القاعدة». وبمقتل الجنود السبعة، يرتفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ آذار 2003 إلى 3748 جندياً، منهم 18 لقوا مصرعهم منذ الأول من ايلول الجاري. أمّا حصيلة القتلى العراقيين، فوصلت أمس إلى 18 قتيلاً.
كذلك أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أحد جنودها، هو الأول الذي يسقط بعد انسحاب الاحتلال البريطاني من مدينة البصرة يوم الأحد الماضي. وقال بيان إن الجندي «قُتل أثناء عملية روتينية صباح يوم الاربعاء في العراق»، من دون المزيد من التوضيحات حول مكان مقتله.
وظهر أمس تناقض في المواقف في شأن إعدام المتّهمين في قضية الأنفال، حيث نسبت معلومات صحافية الى مسؤولين عراقيين قولهم إنه من المقرّر أن يتمّ اليوم السبت تنفيذ حكم الإعدام بحق كل من ابن عم الرئيس الراحل صدام حسين، علي حسن المجيد الملقَّب بالكيماوي، ووزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم أحمد والنائب الأسبق لرئيس أركان الجيش حسين رشيد التكريتي.
وكشف محامي الدفاع عن التكريتي، بديع عارف لصحيفة «الوطن» السعودية في عددها أمس، أن الإعدام سينفّذ اليوم، رغم نفي الجيش الأميركي امتلاكه أية معلومات في شأن أي خطط مماثلة في «المدى القريب».
وفي السياق، قال الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس، إنه يعارض إعدام سلطان هاشم مؤكّداً أنه كان على صلة به في الماضي وكان يحرّضه على التمرّد على صدام.
وأضاف الطالباني أن «العديد من الضباط العراقيين أُجبروا على تنفيذ الأوامر بالقوة والتهديد بالموت، ومنهم مثلاً سلطان هاشم الذي كنت على صلة به وربطتنا علاقات معه أيام صدام حسين وكنّا نحثه على العمل ضد النظام».
وتسود الشارع العراقي مخاوف جدية من أن يؤدّي اعدام المسؤولين البعثيّين السابقين، الى إشكالات بين المجموعات العراقية، كما حصل غداة إعدام صدّام حسين، ومردّ ذلك إلى أنّ جزءاً من الطائفة السنية العربية ترى تلك الخطوات بمثابة عمليات انتقامية تجري بحقه الحكم العراقي الجديد «ذات الطابع الشيعي ـــــ الكردي».
(الأخبار، أ ب، يو بي آي،
رويترز، أ ف ب)