ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف حشداً كان ينتظر زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في باتنة شرقي العاصمة الجزائريّة أمس إلى 22 قتيلاً. وفيما توالت الإدانات العربيّة والأوروبيّة، أشارت السلطات الجزائريّة إلى أنّ العمل الإرهابي، الذي فشل في استهداف بوتفليقة، هو نتاج «انزعاج بعض المصالح الأجنبيّة من عودة البلاد إلى الساحة الدوليّة بقوّة».وبعدما تعهّد أنّه لن يتراجع «قيد أنملة عن سياسة السلم والمصالحة في البلاد» واتّهم الإرهاب في بلاده بأنّه «أصبح يخدم مصالح عواصم وزعماء أجانب»، استأنف بوتفليقة زيارته إلى الولاية الواقعة شرقي العاصمة الجزائر أمس، وقام بافتتاح بعض المشاريع والتقى بجموع الناس وقام بمصافحتهم.
ودعا بوتفليقة، في حديث أمام قدامى المحاربين في الولاية، «المتطرفين» من التيار الإسلامي والتيار العلماني إلى التفاهم، وقال: «نحن نقول للمتطرفين لا سبيل لهم إلّا المصالحة ولا سبيل لهم إلّا أن يتحابوا ويتعانقوا ويوحّدوا صفوفهم من أجل الشعب الجزائري ومن أجل الجزائر».
وفي السياق، قال وزير الداخلية الجزائري، نور الدين يزيد زرهوني، إنّ «عودة الجزائر بقوة إلى الساحة الدولية، ولا سيّما على الصعيد الاقتصادي، ربما قد ضايقت بعض المصالح الأجنبية»، مستبعداً أن يكون التفجير الانتحاري يخدم أجندة داخلية.
وكان تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، الذي تبنّى تفجيراً إرهابياً أدّى إلى مقتل 33 شخصاً في العاصمة الجزائريّة في نيسان الماضي، والذي يقوده عبد الملك دروكدال (36عاماً)، قد هدّد بتنفيذ عمليات انتحارية، رافضاً سياسة المصالحة بين الإسلاميّين والسلطات في البلاد.
وفي برقية أرسلها إلى الرئيس الجزائري، دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التفجير الانتحاري، وقال: «بعد الاعتداء الذي ضرب مرة جديدة بلدكم، أدين بشدّة أعمال العنف البربرية والعمياء التي لا يزال الشعب الجزائري يعانيها».
كما أجرى ساركوزي اتّصالاً هاتفياً بنظيره الجزائري أمس «للاستعلام عنه بعد الاعتداء الوحشي»، حسبما أعلن المتحدّث باسم الإليزيه دافيد مارتينون، الذي أوضح أن الرئيس الفرنسي «جدد له صداقته وتعاطفه وتعاطف الفرنسيين مع الضحايا وعائلاتهم، وكرر له تضامن السلطات الفرنسية مع الحكومة الجزائرية في النضال الذي تقوم به كل يوم ضدّ الإرهاب».
وفي بروكسل، شجب المنسّق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا التفجير الانتحاري، وقال في بيان: «أرسل خالص مواساتي لأسر الضحايا والسلطات الجزائرية»، مضيفاً أنّه «في هذه اللحظات الأليمة والحزينة، أريد أن أعرب عن تضامن الاتحاد الأوروبي بشكل تام مع الشعب الجزائري».
كما دانت جامعة الدول العربية بشدّة «الهجوم الإرهابي»، وأشاد المتحدّث باسم أمانتها العامّة، علاء رشدي، بتصريحات بوتفليقة عقب الاعتداء.
(يو بي آي، رويترز، د ب أ، أ ف ب)