أوبيك» أو «أبيك»، «نمساوي» أو «أوسترالي»، «أين المخرج؟»... حالة ضياع سيطرت على الرئيس الأميركي جورج بوش في سيدني أمس، عشيّة بدء قمّة «المنتدى الاقتصادي لدول آسيا ـــــ المحيط الهادئ»، وفجر من خلالها «عبقريته» التي طالما وضعته في مواقف محرجة.وفيما يبدو أنّ «الإجماع» على «أهداف طموحة» حدّدتها الرئاسة الأوستراليّة للقمّة بعيد المنال، لم يكن بوش في لياقته الكاملة خلال كلمته أمام اجتماع لرجال الأعمال أمس. وبدلاً من أن يشكر رئيس الوزراء الأوسترالي جون هوارد على استضافته لقمّة «أبيك» أخطأ وتحدّث عن مجموعة الدول المصدّرة للبترول «أوبك». ولدى محاولته تصحيح خطإه، الذي تلاه ضحك عارم في القاعة، ارتكب خطأً أفدح عندما أشار إلى أنّ اللغط الذي وقع فيه يعود إلى أنّ رئيس الوزراء الأوسترالي جون هوارد قد دعاه إلى حضور قمّة «أوبك» العام المقبل، علماً بأنّ لا أوستراليا ولا الولايات المتّحدة عضو في هذه المنظّمة.
ولم يكتف سيّد البيت الأبيض بهذا القدر من الحماقة الخطابيّة؛ ففي إشارته إلى زيارة هوارد إلى العراق العام الماضي، قال إنّه قام بتفقّد «الجنود النمساويّين» هناك بدلاً من «الجنود الأوستراليّين»، خالطاً بين مصطلحي «النمسا» و«أوستراليا» اللذين تتشابه طريقتا لفظيهما في اللغة الإنكليزيّة.
وبعدما أنهى كلمته، توجّه بوش بعيداً عن المنصّة الخطابيّة، ولكن ليس نحو المخرج، بل باتّجاه هوّة حادّة كانت لتقلبه عن المسرح، ما دفع بهوارد وبعض المنظّمين إلى تنبيهه وإعادة توجيه خطاه نحو درج يخرجه من تلك المأساة الإعلاميّة.
أمّا خلال كلمته، التي بدأها أساساً متأخّراً 10 دقائق بسبب «خلل تنظيمي»، شكر بوش جميع دول «أبيك» التي نشرت جنوداً إلى جانب الجنود الأميركيّين في العراق وأفغانستان. وقال: «من خلال توفير الأمن نخلق الظروف التي تسمح للناس بالمصالحة»، مضيفاً أنّ «من الصعب على الأشخاص أن يجتمعوا بعد سنوات طويلة من الطغيان»، مشدّداً على أنّ احتلال العراق مستمرّ و«خصوصاً بعدما قام الديكتاتور الطاغية (الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين) بكلّ ما يمكنه لتقسيم المجتمع من أجــل البقــاء في الســلطة».
وكان الرئيس الأميركي يكرّر الملاحظات نفسها التي أدلى بها هوارد حين قال إنّ الشعب العراقي يحتاج «إلى الوقت لا إلى جدول زمني». ونقلت وكالة الأنباء الأوستراليّة «آيه آيه بي» عن بوش قوله: «سننجح في العراق»، موضحاً أنّه «إذا أعطيت الفرصة، فستنجح الحرية وتساعد على الوصول إلى السلام الذي نحتاج إليه، هذا هو رهاننا على الوقت».
وفي ملفّ آخر، لم يخلص اللقاء الذي جمع بوش بنظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى نتائج جوهريّة في ما يتعلّق بالدرع الصاروخيّة الأميركيّة المنوي نشرها في بولندا وتشيكيا، والتي ترى فيها موسكو «خطراً على أمنها القوي». وأوضح سيّد الكرملين أنّه «يجب على خبرائنا أن يعقدوا لقاء آخر في المستقبل القريب، والسفر إلى أذربيجان من أجل زيارة قاعدة الرادار في غابالا»، التي اقترحها الجانب الروسي للاستخدام المشترك عوضاً عن نشر منصّة الصواريخ في بولندا والرادار في تشيكيا.
وحسبما نقلت صحيفة «ذي أوستراليان»، فإنّ بوتين أشار إلى أنّ اللقاء الذي عقد في مقرّ إقامته في فندق «سيدني هاربور ماريوت»، تمّ التطرّق فيه إلى القضايا الدوليّة الشائكة، وخصوصاً المسألة الإيرانية النووية. وشدّد بوتين على أن روسيا «تعتزم مواصلة العمل لحل هذه المشكلة مع شركائها في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة»، معرباً عن أمله في التوصّل إلى حلّ «يصب في مصلحة المجتمع الدولي بشكل عام والشعب الإيراني بشكل خاصّ».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)