strong>الشــرع يعــلن «سلســلة ردود» على الاعتــداء الإسرائيــلي «ســتظهر نتائجهــا قريبــاً»
شدّد الرئيس السوري بشار الأسد على أن بلاده تسعى إلى السلام مع إسرائيل، نافياً تزويد سوريا لحزب الله بالسلاح، في وقت أعلن نائبه فاروق الشرع أن دمشق تدرس خيارات الرد السياسي والعسكري على الاعتداء الإسرائيلي على سوريا الأسبوع الماضي.
ونفى الأسد، في مقابلة مع شبكة «سي بي اس» الأميركية، توفير ملاذ آمن لحزب الله، مشدّداً على أن «لديهم (الحزب) ملاذهم الآمن بين الشعب اللبناني. إنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع اللبناني، وبالتالي فمن دون هذا المجتمع لن يكون لهم ملاذ آمن. هذا مصدر قوتهم. أما في ما يتعلق بالدعم، فهذا يعتمد على نوع الدعم. لدينا علاقات جيدة وندعمهم سياسياً لأنهم أصحاب قضية عادلة».
وردّاً على سؤال، شدّد الأسد على أن دمشق لا تدعم حزب الله مالياً، مشيراً إلى «أنهم لا يحتاجون إلى مساعدتنا مالياً، حيث يمكنهم الحصول على الكثير من الأموال من العديد من الناس في العالمين العربي والإسلامي. إنهم يتمتعون بدعم واسع في المنطقة».
وتعليقاً على اعتبار حزب الله منظمة إرهابية في المعايير الأميركية، قال الأسد «إذا نظرنا إلى الصورة بأكملها، نرى أن إسرائيل تعتدي على لبنان يومياً، وتنتهك مجاله الجوي باستمرار. أليس ذلك إرهاباً؟ لقد اعتدوا على لبنان العام الماضي، وقتلوا ألفاً وأربعمئة مدني لبناني من دون سبب. لا أعتقد أن علينا أن نتحدث عن هذه التصنيفات لأن هذا مضيعة للوقت. ينبغي أن نتحدث عن الواقع. هناك شعب يدعم منظمات أو حكومات أو سياسات، وعلينا أن نتعامل مع هذه السياسات والحكومات».
ونفى الأسد السماح لإيران بتزويد حزب الله بالسلاح عبر سوريا. وقال «أين هو الدليل على ذلك؟ إنهم يتحدثون عن ذلك منذ سنة. وهناك تحليق إسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية، وهناك استخبارات ربما من سائر أنحاء العالم على الحدود اللبنانية ـــــ السورية. لقد قلت لهم: قدموا لنا أي دليل بأننا أرسلنا صاروخاً واحداً إلى حزب الله. هذه ادّعاءات زائفة».
وحول موقفه من رؤية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن إسرائيل ليس لديها الحق في الوجود، قال الأسد «هذه حرية تعبير. هل اتخذ أي إجراء؟ علينا أن نتحدث عن الأفعال إذا أردنا أن نحكم على شخص ما، وإلا فإن له الحق في أن يعتقد بما يريد. لكن مرة أخرى فإن العديد من الإسرائيليين قالوا خلال السنوات القليلة الماضية بأنه يجب إزالة العرب من الوجود، والعديد منهم قالوا بأن العرب أفاعٍ ويجب القضاء عليهم، الأمر نفسه. وعلينا أن نلوم إسرائيل بالمقدار نفسه الذى نلوم به الآخرين».
وأشار الأسد إلى أن سوريا «تطالب بإجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل، وتعمل من أجل السلام. وضعنا مختلف. لدينا أراض محتلة، ونحن بحاجة إلى السلام كي نستعيد أراضينا».
وردّاً على سؤال حول وجود مخاوف سورية من صعود إيران وامتلاكها السلاح النووي، قال الرئيس السوري «لكل بلد في العالم الحق في الصعود، والحق في أداء دور في ما يتعلق بتحقيق الاستقرار. وأعتقد بأن إيران مهمة جدّاً لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن دونها لا يمكن تحقيق هذا الاستقرار. أما في ما يتعلق ببرنامجها النووي، فإذا كان ذلك البرنامج سلمياً، كما قالوا مرات عديدة، فإن لأي بلد في العالم الحق بأن يكون لديه مفاعلات نووية سلمية. وهكذا، فنحن لسنا قلقين، كما إننا ضد وجود أي أسلحة دمار شامل في الشرق الأوسط، وتقدّمنا بمقترح إلى الأمم المتحدة عام 2003، عارضته الولايات المتحدة».
في هذا الوقت، أعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن بلاده تدرس «سلسلة من الردود» على الانتهاك الإسرائيلي للأجواء السورية. وقال، لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية خلال زيارة إلى روما، «أستطيع القول الآن إنه تجرى في دمشق دراسة لسلسلة من الردود على أعلى المستويات السياسية والعسكرية. وستظهر النتائج قريباً».
وانتقد الشرع عدم وضوح خطط عقد مؤتمر السلام الدولي للشرق الأوسط الذي ترعاه الولايات المتحدة في الخريف المقبل. وقال «في الوقت الراهن، فإن البرنامج (للمؤتمر) غير واضح من حيث بنود الاتفاق وقائمة الدول المدعوّة، وحتى تاريخ عقد المؤتمر». وتابع «نخشى أن تحوّل الولايات المتحدة المؤتمر إلى مجرد صورة تذكارية لصرف الانتباه عن العراق».
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، مع مفوض سياسة الشرق الأوسط والأدنى في ألمانيا أندرياس ميخائيلس العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تحريك عملية السلام.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الحديث بين المعلم وميخائيلس «تطرق إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، وخاصة في العراق ولبنان وفلسطين». وأضافت: إنه تم أيضاً التطرّق إلى الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام في المنطقة.
(سانا، أ ف ب، يو بي آي)