القدس المحتلة ــ أحمد شاكر
وعد جديد بإطلاق أسرى خلال رمضان... وتسليم خريطة لإزالة حواجز في الضفّة


اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بعد محادثاتهما أمس في القدس المحتلة بمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، على تشكيل طواقم عمل مشتركة تناقش تفاصيل قيام الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه جرى تشكيل الطاقم الإسرائيلي لبحث الموضوع المذكور من 4 شخصيات، اثنان من مكتب أولمرت، وواحد من وزارة الخارجية، والاخير من وزارة الدفاع، فيما لم يحدد الجانب الفلسطيني أسماء أعضاء الطاقم الخاص به.
وقالت المتحدثة باسم مكتب اولمرت، ميري ايسين، إن «الفرَق التي قرّر الرئيس ورئيس الوزراء تشكيلها في اجتماعهما الخاص ستمضي قدماً في محاولة التوصل إلى رؤية مشتركة لحل الدولتين».
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إنه جرى الاتفاق على تحرير دفعة من الأسرى في الضفة الغربية وقطاع غزة في الأسبوع الأول من شهر رمضان، إضافة إلى الاتفاق على تسوية ملف المبعدين، مشيراً إلى أنه تم إدراجهم في قائمة نشطاء الانتفاضة تمهيداً لعودتهم إلى بيت لحم، بينما سيجري بحث ملف المبعدين الـ 13 في أوروبا خلال اللقاءات المقبلة تمهيداً لعودتهم أيضاً.
وأشار عريقات إلى أنه «جرى الاتفاق أيضاً على تفعيل اللجان الوزارية بين الطرفين لبحث الأمور الحياتية للفلسطينيين، إضافة الى مطالبة عباس بضرورة إدخال المواد الإنسانية الى اهالي القطاع، وتمت مطالبة إسرائيل بضرورة البحث عن مخرج لدخول اهالي القطاع وخروجهم وتسهيل خروج الحجاج». وأوضح أنه تم الاتفاق على دعم المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس الاميركي جورج بوش المقرر الخريف المقبل وإنجاحه.
وعن قضية رفع الحواجز في الضفة الغربية، قال عريقات إنه سيتم تسليم خريطة من وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى الجانب الفلسطيني بالحواجز المنوي إزالتها من إجمالي 600 حاجز متوزعة في المنطقة.
أما رئيس الوزراء سلام فياض فطالب، من جهته، خلال الاجتماع بضرورة وجود تعاون امني بين الطرفين، ووعدت اسرائيل بدراسة الموضوع. كذلك عرض رؤيته لبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وطالب بضرورة ادخال تموين للأسرى الامنيين، وهو ما وافقت عليه اسرائيل. وجرى الاتفاق على لقاء جديد بين عباس وأولمرت في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وفي السياق، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن أن سلام فياض التقى أول من أمس سراً رئيسة الكنيست الإسرائيلي داليا ايتسيك في القدس المحتلة. وأضافت الصحيفة أن فياض وصل برفقة حراس إسرائيليين وفلسطينيين إلى منزل ايتسيك واستغرق اللقاء نحو ساعتين، مشيرة إلى أنه جرى بحث القضايا السياسية والوضع الأمني في قطاع غزة.
وذكر بيان صادر عن مكتب أولمرت أن أولمرت وعباس «أكدا التزامهما بحل إقامة دولتين»، كذلك أعلنا حرصهما على الإسهام في نجاح القمة المقبلة في شأن الصراع الاسرائيلي ـــــ الفلسطيني.
وكان الرئيس الفلسطيني قد أعرب، قبل الاجتماع، عن أمله في التوصل إلى «اتفاق إطار» لإقامة دولة فلسطينية، لكنه أقرّ بوجود عقبات. وقال إن «اطار الاتفاق يجب أن يطرح في مؤتمر السلام في خطوة قد تمهد الطريق أمام مفاوضات الوضع النهائي للتوصل الى اتفاق سلام».
وأضاف عباس، لتلفزيون «آر ايه اي» الايطالي، «أنا متفائل. لكني لا أعرف ما هي العقبات، لدينا عقبات كثيرة. نأمل أن نتمكن من تخطّي كل أنواع العقبات».
إلى ذلك، انتقدت حركة «حماس» لقاء عباس وأولمرت. وقال أحمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، إن اللقاء «غير مفهوم ولا مغزى له، خصوصاً مع تهديد اولمرت المتكرر باجتياح غزة»، مضيفاً «هي لقاءات تضعف حماسة المقاومة الفلسطينية لمصلحة الطرف الإسرائيلي».
كذلك انتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللقاءات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، ورأتها «عبئاً سياسياً وأمنياً ثقيلاً» على الشعب الفلسطيني. وقالت، في بيان، إن هذه اللقاءات «تفتقر لأي مسوغ موضوعي ولا تحمل أي أفق أو مغزى أو جدوى».