استعرض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أمام البرلمان تطورات خطة «فرض القانون» وقدّم جردة تفصيلية بما سمّاه «إنجازات حكومته في الميادين الأمنية»، في كلام موجّه في جزء منه إلى المعارضة الداخلية التي يواجهها، لكنّه يبدو موجّهاً بشكل أخص إلى واشنطن، حيث بدأت جلسات استماع الكونغرس لشهادتي السفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر والجنرال دايفيد بيترايوس اللذين بواجهان ضغوطاً متزايدة من الحزب الديموقراطي لجدولة الانسحاب من بلاد الرافدين.في هذا الوقت، قُتل أمس 3 جنود أميركيين وموظّف بريطاني في شركة أمنية خاصّة في هجمات، كما قُتل 7 جنود أميركيين آخرين وأصيب 13 آخرين بجروح في حادث سير.
وأكّد المالكي نجاح حكومته في منع انزلاق بلاده إلى حرب طائفية، مجدّداً تعهّده التزام تحقيق المصالحة. كما أشار إلى انخفاض معدّلات العنف بنسبة 75 في المئة في محافظتي بغداد والأنبار منذ شباط الماضي، موعد بدء خطّة «فرض القانون»، أي منذ وصول القوات الأميركية المعزّزة التي أمر بإرسالها الرئيس الأميركي جورج بوش.
وأكّد المالكي، خلال كلمة ألقاها أمام مجلس النواب المنعقد منذ مطلع الشهر الجاري، أنه «رغم تحسّن الأوضاع الأمنية في بغداد وغيرها من المناطق، لا نزال بحاجة إلى مزيد من الوقت والجهد لتسلم الملف الأمني»، وكشف عن أن «أكثر من 14 ألف مسلّح انشقوا عن تنظيم القاعدة ويستعدّون إلى الانضمام للشرطة والجيش العراقيّين».
وقالت مصادر مقرّبة من المالكي إنه سيقوم في 22 من شهر أيلول الجاري، بزيارة إلى نيويورك لحضور مؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار العراق، على أن يُجري مباحثات مع مسؤولين أميركيين كبار من المحتمل أن تتناول تقرير «كروكر ـــــ بيترايوس».
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن المصادر قولها «إن هذه الزيارة قد تغيّر الكثير من الانطباعات لدى الإدارة والكونغرس تجاه المالكي، وخصوصاً أنها تأتي بعد زيارة قام بها أخيراً زعماء جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي وصالح المطلك وخلف العليان إلى واشنطن».
وبحث كل من الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبه عادل عبد المهدي مع وفد إيراني برئاسة نائب وزير الخارجية محمد رضا باقري، العلاقات بين البلدين، وذلك غداة انتقادات وُصفت بأنها «شديدة اللهجة» وجّهها وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري إلى التدخّل الإيراني السلبي في شؤون بلاده.
ميدانياً، أعلنت «هيئة علماء المسلمين» أنّ 10 من عناصر «جيش المهدي» قُتلوا وجرح 20 آخرون في هجوم مسلّح على أحد الأحياء جنوبي بغداد. وقُتل نحو 10 عراقيين آخرين في هجمات متفرّقة.
(الأخبار، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)